ثورة أم مؤامرة الصمت؟
في زلزال ثقافي غير مسبوق، كشف باحث يمني عن قسوة التاريخ المكتوب وتلاعب الأكاديميين عندما أثبت أن الشعر الحميني له جذور تاريخية تمتد لأكثر من ثلاثة عشر قرناً، يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام! هذا الاكتشاف، الذي يحطم الوثيقة الشفوية، يعيد كتابة السرد الأكاديمي حول جذور الأدب اليمني ويثير الحاجة الملحة لإنقاذ التراث الشفهي قبل فوات الأوان. كل يوم يجري فيه تجاهل البحث، نفقد راوياً من رواة التراث وكأنه مؤامرة لصمت تاريخي طالت عقوداً من الزمن.
الحقيقة المدفونة: نقص الوثائق وتجاهل الكنوز الشفهية
كشف الباحثون والأكاديميون اليمنيون منذ فترة طويلة عن التحديات التي تواجه حفظ التراث اليمني، ولكن القليل منهم اعترف بخطورة الأمر. د. جعفر الظفاري، الباحث الفذ، يُعتبر الوحيد في هذا الميدان، حيث أوضح بأن مكتبة الملوك الرسوليين تضم 100 ألف مجلد، وهي دليل على حضارة علمية منسية. "غياب الوثيقة لا يعني غياب الفن"، ما يؤكد أن الاهتمام بالذاكرة الجماعية يمثل انعكاسًا لتلاشي الحقائق الموثقة. إنه دعوة لزلزال أكاديمي يعيد تقييم التراث العربي المخفي.
إهمال طوعي أم غفلة عن الواقع؟
عقود طويلة من الاستخفاف بهذه الذاكرة التاريخية، واعتماد الأكاديميين على الوثائق المكتوبة فقط، أسهمت في استمرار ضياع تراث 13 قرنًا من الشعر الملحون وفنون الغناء في اليمن. اعتماد المنهج الوثائقي على حساب الذاكرة الجماعية أنتج، كما يصفه الأستاذ عبدالرحمن الرفاعي، "كان بمثابة وضع أهل الأندلس السحيقة تحت أرضية الكذب!" وبالاستناد إلى دراسات سابقة، يعتقد الخبراء أن هذه الحقبة قد تكون بداية لثورة علمية مستقبلية تعيد التوازن إلى تراث الأمة الثقافي.
إحياء التراث وتنشيط الذاكرة الجماعية
ستبدأ مشاريع مستدامة لتوثيق التراث الشفهي، مستفيدة من التقدم التكنولوجي، لترسخ اهتمام الأجيال الشابة بفنون الغناء والشعر الملحون. وبينما يرى البعض في ذلك فرصة ذهبية، يراه الأكاديميون التقليديون تهديدًا لمصداقيتهم. في ظل هذه الأجواء، يبدو أن إعادة كتابة التاريخ الثقافي على أعتاب حدوثها.
دعوة لاستكشاف المدى الثقافي وحفظ كنوزنا
في تلخيص واضح للجذور اليمنية العميقة، يعد الشعر الحميني جسراً يربط ماضي اليمن العريق بمستقبله الثقافي. فتح هذا الاكتشاف أبواب عصر جديد من البحث في التراث العربي، داعيًا إلى دعم الباحثين المستقلين قبل أن نفقد آخر الخيوط التي تربطنا بتاريخ حضاراتنا. ولكن، السؤال الأهم يبقى: "كم من كنوز ثقافية ما زالت مدفونة في ذاكرة شعوبنا؟"