في تصاعد عسكري صادم هز الأوساط اليمنية والإقليمية، شهدت محافظة الجوف هجومين حوثيين خلال 4 أيام فقط، مما يكشف حالة غير مسبوقة من الهلع والتخبط في صفوف الحوثيين. وبينما كان العالم يأمل في بزوغ فجر سلام يمني، استخدمت القوات الحكومية الطائرات المسيرة لأول مرة في مواجهة الحوثيين، ما قد يغير موازين القوة ويمدد أفق الصراع. ومع مساعي التصعيد، يظهر على الأفق تهديد جديد قد يؤثر بشدة على مستقبل المنطقة القريب.
تقول التفاصيل أن مليشيا الحوثي صعّدت من هجماتها بعد بدء انتشار أمني للقوات الحكومية على الطرق الصحراوية في الجوف لمكافحة التهريب. الهجومان اللذان وقعا خلال 96 ساعة أظهرا مستوى خطير من التصعيد، حيث واجه الجيش الوطني هذه التحديات باستخدام تقنيات متطورة وأسلحة لم تستخدم من قبل، لتكشف عن حجم المخاطر التي تهدد الأمن اليمني والإقليمي.
من جانبه، أكد الرائد مصطفى القحفة، المحلل السياسي والعسكري، أن "الرد الحاسم الذي نفذته القوات الحكومية يعكس الجاهزية العالية والقدرة على التصدي للعدوان الحوثي". مشيرًا إلى أن هذا التصعيد هو هروب من مواجهة الاستحقاقات الشعبية داخليًا. ومع وجود أصوات القلق والذعر المتزايد في أوساط المدنيين، تزداد تساؤلات عديدة حول مستقبل جهود السلام في اليمن.
الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الحوثيون تعتبر الدافع الأساسي لهذا التصعيد الخارجي، في محاولة مستميتة لتشتيت الانتباه عن معاناتهم الداخلية وإدارة الأزمات الخانقة في مناطق سيطرتهم. ومع انشغال العالم بجهود مكافحة التهريب وتأمين الطرق الصحراوية، يبدو أن الحوثيين يبحثون عن منفذ آخر لزرع الفوضى وإثارة الأزمات.
توقعات الخبراء تشير إلى توالي الفشل لهجمات الحوثيين واستمرار تراجع فرص نجاحهم مع تعزيز الموقف الحكومي وتأكيد ضرورة تدخل المجتمع الدولي للحفاظ على السلم والأمن. فهل ستتمكن الأطراف المختلفة من تحقيق حل مستدام أم أن المعركة الحقيقية على وشك البداية؟
الشعب اليمني يختبر الآن تأثير هذا التصعيد على حياته اليومية، حيث تنتشر المخاوف الأمنية وتتعاظم التأثيرات على حركة النقل والتجارة. وعلى الرغم من التعزيزات الحكومية والتجاوب الفوري بحسم مع الهجمات الأخيرة، إلا أن التوتر الإقليمي يتزايد وسط إدانات دولية ودعم خليجي للحكومة اليمنية.
الخاتمة: جهود الحوثيين العقيمة في المنطقة تكشف ضعف موقفهم بشكل جلي، بينما الجيش الوطني يعزز وجوده ويعمل على اتخاذ خطوات حاسمة نحو مستقبل أكثر أمانًا. هل ستنجح هذه الهجمات اليائسة في إنقاذ الحوثيين من انهيارهم الحتمي، أم أنها مجرد رصاصة الرحمة التي ستعجل بنهايتهم؟