في سوق الجملة بالمنصورة، تنتشر الفوضى منذ شروق الشمس، فالأرقام الصادمة ترتفع كالصاروخ: ارتفاع أسعار الخضروات بنسبة تزيد عن 300% خلال الخمس سنوات الأخيرة، فيما يكافح المواطنون لشراء احتياجاتهم بالراتب الذي لا يكفي سوى لأيام معدودة.
ما أشبه اليوم بالحلم المرعب، حيث كيلو الطماطم أصبح أغلى من راتب يوم كامل للعامل البسيط، هذا هو الواقع المر الذي يعيشه اليمنيون حالياً. بينما الوقت يمضي، يُحذر الخبراء من أن كل تأخير بسيط في الذهاب إلى السوق قد يعني دفع أسعار أعلى.
في تفاصيل الحدث، شهد سوق الجملة حركة نشطة ومضطربة في المنصورة صباح اليوم. إذ تجمهر التجار والزبائن في سباق لمعرفة أحدث الأسعار، التي ارتفعت بشكل كارثي، ما جعل الوضع أشبه بمشهد من فيلم درامي حيث تصارع الأسر الفقيرة من أجل سد رمقها.
قال محمد عبدالله، تاجر خضروات: "الوضع فوق طاقة الجميع، مستحيل الاستمرار على هذا النحو". وعلى الجانب الآخر، تعالت أصوات ربات البيوت مثل أم حسام التي عبّرت بمرارة: "أطفالي يتعاملون مع اللحم كخاطرة من زمن مضى".
في سياق الخلفية، عبّر الخبراء عن توقعاتهم بأن تستمر الأسعار في الارتفاع، لا سيما مع دخول فصل الشتاء وانكماش الإنتاج المحلي. تعود السبب إلى الانهيار المتواصل في قيمة الريال اليمني والارتفاع المستمر في تكاليف النقل والاستيراد وغياب الاستقرار الأمني.
بينما يطالب بعض الأهالي بتدخل حكومي فوري، يطرح خبراء المجال أنفسهم تساؤلات عن المستقبل: هل يمكن أن توفر الزراعة المحلية شيئًا من الاستقرار في هذه الأزمة؟ يُحذر آخرون بأن استمرار الوضع بدون حلول قد يعمق الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
اليوم يعيش اليمنيون في كابوس يومي، تقيدهم الأسعار المرتفعة وتعوقهم الوسائل المحدودة. تحذر المؤسسات الإغاثية من خطر وقوع كارثة إنسانية، فيما يدعو البعض لحلول جذرية مثل دعم الزراعة المحلية وضبط الأسعار. "إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل المأساوي، فهل سيصبح الطعام رفاهية لا تُتاح إلا للقادرين؟" هذا هو السؤال الذي يؤرق الجميع.