مليون ريال كاملة! هذا هو الفرق بين سعر جنيه الذهب الواحد في صنعاء وعدن. في تطور مذهل يثير التساؤلات، يتضح أن في دولة واحدة، يمكن لنفس القطعة الذهبية أن تشتري سيارة في مكان أو دراجة في مكان آخر. حالة مستمرة من التفاوت الكارثي بين المحافظتين تتطلب فهم عاجل، فكل يوم تأخير يعني خسائر محتملة تصل لمئات الآلاف.
في تطور جديد كشف عمق الأزمة الاقتصادية، فارق 206% في أسعار الذهب بين صنعاء وعدن. الفارق أصبح 473,000 ريال مقابل 1,445,000 ريال لنفس الجنيه الذهبي. "هذا التفاوت يعكس حالة انقسام اقتصادي لم تشهدها اليمن من قبل"، هكذا عبّر الخبير د. محمد الحضرمي. وسط هذه الأرقام، تقول فاطمة الشامي، ربة المنزل: "ضاعفت مدخراتي في ظل هذه الفوضى".
بعد سنوات من الانقسام السياسي والحرب منذ 2014، تعدد أسعار الصرف يجعل الواقع أشبه بما حدث في ألمانيا الشرقية والغربية إبان الحرب الباردة. سياسات نقدية متضاربة ونقص في السيولة يعقد الأمور. الخبراء يتوقعون: "الوضع قد يزداد سوءاً ما لم تتدخل جهات دولية لتوحيد النظام النقدي".
لم يعد بإمكان المواطن اليمني التخطيط طالما أن تكلفة الزواج والمناسبات تتأثر برؤوس الأموال الفارة. الاستثمار الذكي قد يكون فرصة ذهبية لكن المخاطر عالية جداً. مع المعاناة المستمرة، المستثمرون متفائلون بقلب الفجوة لصالحهم، بينما المواطنون قلقون والتجار مترددون.
في ختام هذه النظرة الحزينة، يعكس الفارق المرعب في الأسعار عمق الأزمة اليمنية بينما يظل المستقبل غامضاً ما لم تتوحد السياسات النقدية، مما يستدعي البحث عن بدائل آمنة للادخار والاستثمار. السؤال المخيف هو: "هل سيصبح الذهب حلماً بعيد المنال للمواطن اليمني العادي؟"