1078 ريال يمني - هذا هو الفرق الجنوني في سعر الدولار بين مدينتين في نفس البلد! في اليمن اليوم، دولار واحد في صنعاء يساوي ثلاثة دولارات في عدن! كل دقيقة تمر، الريال اليمني ينهار أكثر والشعب يدفع الثمن. المواطنون والتجار يشعرون بأثر كارثي ومدمر يدفعهم للبحث عن حلول للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة.
الأرقام المتضاربة في أسعار صرف العملات بين شطري اليمن تعكس انقساماً اقتصادياً خطيراً، حيث وصل سعر الدولار في عدن إلى 1615 ريال، بينما في صنعاء لا يتجاوز 537 ريال، بما يعني وجود فرق يفوق 200% في نفس اليوم. "هذا ليس تذبذب عادي، هذا انقسام اقتصادي يهدد وحدة البلد"، هكذا علق أحد الخبراء. حيث يعاني الموظفون في عدن من الحصول على ثلث القوة الشرائية لنفس الراتب الذي يتقاضاه نظراؤهم في صنعاء.
منذ بدء الحرب في 2015، والريال اليمني يعاني من تدهور مستمر، ولكن تسارع هذا الانهيار منذ انقسام البنك المركزي، وقد شهدنا في التاريخ أحداثاً مشابهة مثل الانقسام الاقتصادي لألمانيا الشرقية والغربية. الخبراء يتوقعون استمرار تدهور الريال ما لم يحدث حل سياسي شامل يعالج أصل المشكلة النقدية.
هذا الانقسام النقدي ينعكس بشكل مباشر على حياة الناس اليومية، حيث تعجز العديد من العائلات عن شراء الخبز، والمرضى لا يجدون ثمن الدواء. النتائج المتوقعة تشمل هجرة جماعية وانهيار في الخدمات، مع خطر كبير على الأمن الإقليمي، بينما يرى المضاربون في ذلك فرصة لتحقيق الأرباح. كشفت فاطمة الحضرمية، ربة بيت، عن غضبها وقلقها قائلة: "كيف أشتري الخبز بهذه الأسعار؟"
انقسام نقدي يعكس انقساماً سياسياً يدمر الشعب اليمني. ومع التدهور المستمر، نرى ضرورة التدخل من القوى الإقليمية والدولية لإنقاذ الاقتصاد اليمني. هل سيتمكن الشعب من الصمود أمام هذه الكارثة المستمرة؟ أم أن صراعات السياسيين ستظل تكلفهم المزيد؟ الضغوط الدولية والمحلية لفرض حل سياسي شامل هو الأمل الوحيد لإنقاذ اقتصاد اليمن ومستقبل شعبه.