في صباح واحد.. الدولار الأميركي يساوي 1633 ريالاً في عدن و540 ريالاً فقط في صنعاء - فارق يتجاوز 200%! نفس الورقة النقدية تشتري ثلاثة أضعاف السلع إذا انتقلت 400 كيلومتر من عدن إلى صنعاء! كل ساعة تأخير في اتخاذ قرار مالي تعني خسارة آلاف الريالات من قيمة مدخراتك.
صباح الأربعاء شهدت اليمن صدمة اقتصادية هائلة مع انقسام حاد في أسعار صرف العملات بين عدن وصنعاء، وهوة سحيقة أكبر بكثير مما يتوقعه المواطن العادي. فارق 1098 ريال في سعر الدولار الواحد، مما يعني أن الريال اليمني فقد 85% من قيمته في عدن مقارنة بالعام 2014. "هذا ليس مجرد تقلب في الأسعار، إنه انهيار منظومة اقتصادية بأكملها."
منذ انقسام البنك المركزي اليمني عام 2016، بدأت العملة تتشظى كما تشظت البلاد سياسياً. الحرب والانقسام السياسي ونقص النقد الأجنبي وتوقف إنتاج النفط هي بعض من الأسباب الرئيسية وراء تدهور العملة. بينما يربط اقتصاديون الوضع بما حدث في أزمة لبنان 2019، يحذر الخبراء من سيناريو فنزويلا حيث قد يحتاج المواطن لحقيبة نقود لشراء رغيف خبز.
على الحياة اليومية، التأثير مباشر ومدمر: أم لأربعة أطفال تحكي كيف تحتاج راتب زوجها لشهرين لتغطية احتياجات أسبوع واحد. في حين يحاول المضاربون استغلال الفرصة لتحقيق أرباح هائلة، تنهمر التحذيرات من خبراء حيث يتوقعون "يوم أسود" قريب. ردود الأفعال كانت متباينة؛ الحكومة تتهم الحوثيين بالتلاعب، بينما يطالب المواطنون بحلول عاجلة.
في ختام الأزمة، اليمن يعيش أزمة اقتصادية مركبة مع عملتين مختلفتين في بلد واحد وأسعار متناقضة ومعاناة إنسانية متفاقمة. النظرة للمستقبل تتراوح بين الوحدة النقدية والاستقرار وبين التفكك الاقتصادي الكامل والانهيار الشامل. على المجتمع الدولي التدخل عاجلاً قبل تحول اليمن لنموذج فنزويلا الثاني. السؤال الذي يطرح نفسه: كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار عملته قبل أن ينهار كل شيء آخر؟