في تطور صاعق يضرب الأسواق اليمنية، سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً غير مسبوق في كل من صنعاء وعدن، حيث يُباع الجنيه الذهب في عدن بسعر يزيد بـ 972,000 ريال عن سعره في صنعاء! ومن المفارقات المذهلة أن المسافة بين المدينتين لا تتجاوز 363 كيلومتر، ولكن الفرق في الأسعار يمكن أن يشتري سيارة كاملة! العاملون في السوق يصفون الأمر بـ"المدمر". ودقات الساعة لا ترحم: كل دقيقة تمر، ترتفع الأسعار أكثر، وتضيق الفرصة أمام من يسعى للحصول على حماية مالية ضد جنون الأسعار.
الأسواق اليمنية شهدت هزة عنيفة مع هذا الارتفاع الجنوني، حيث تجاوزت الفجوة السعرية بين صنعاء وعدن 200%. في عدن، سعر جرام الذهب يساوي ثلاثة أضعاف سعره في صنعاء، وفرق البيع والشراء يصل إلى 22 ضعفاً. "لم يعد الذهب للزينة فقط، بل أصبح سلاحاً في مواجهة التضخم المجنون"، يقول أحد تجار الذهب. هدوء المتسوقين وتحول محلات الذهب إلى ساحات معركة اقتصادية، حيث يقف المواطنون مذهولين أمام الأرقام المستمرة في الارتفاع.
منذ اندلاع الصراع اليمني، تحول الذهب من رفاهية إلى ضرورة، وارتبط بالأمان المالي في وجه انهيار العملة وتداعيات انقسام البنك المركزي. هذا الوضع يذكرنا بأزمة فنزويلا في 2018، عندما تضاعفت أسعار الذهب عشرة أضعاف في شهر واحد. الخبراء يحذرون من "تسونامي اقتصادي" قد يرفع الأسعار بنسبة 500% خلال العام المقبل، مما يجعل المستقبل غير مؤكد بشكل مرعب.
على صعيد الحياة اليومية، تشعر العرائس بالخيبة والحزن على أحلام الذهب المدفون، بينما يقوم العرسان بإعادة النظر في خطط زواجهم. يتوقع الخبراء اختفاء الذهب من الأسواق الشعبية وظهور سوق سوداء نشطة. وفي حين يراه بعض المستثمرين فرصة ذهبية لتحقيق أرباح ضخمة، يحذر المحللون من أن الفقاعة قد تنفجر في أي لحظة. تجار الذهب في حالة انتشاء غير مسبوقة بينما يعاني المواطنون من الصدمة، ويبدي الخبراء قلقهم من التداعيات المستقبلية.
باختصار، الوضع يتمثل في ثلاث كلمات: ارتفاع، انقسام، وانهيار. في المستقبل، لن يعود الذهب في اليمن إلى أسعاره القديمة، وستستمر الفجوة بين المدن بالتوسع. دعوة للعمل: على الحكومة التدخل بسرعة قبل أن ينفجر الوضع، وعلى المواطنين التحلي بالحذر والاستعداد لأي مفاجآت. والسؤال الذي يظل قائماً: هل سيبقى الذهب حلماً طويلاً بعيداً عن متناول الجيل اليمني الحالي؟
