حصري: هدوء قبل العاصفة؟ العملة اليمنية تستقر بعد خسارة 90% من قيمتها!
في تطور صاعق يثير التساؤلات في الأوساط الاقتصادية، تبين أن العملة اليمنية قد فقدت 90% من قيمتها على مدى 11 عاماً وسط صراع مستمر، لكن الأسواق استيقظت اليوم على استقرار نادر يثير الحذر. لأول مرة منذ أشهر طويلة، تشهد صنعاء وعدن أسعار صرف ثابتة مما يطرح سؤالًا محوريًا: هل نحن أمام فرصة ذهبية أم فخ مميت؟ الساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير ملايين اليمنيين.
في صنعاء وعدن، يراقب المواطنون والمستثمرون بحذر استقراراً مفاجئاً في أسعار صرف العملات. سجل الدولار الأمريكي 533 ريالاً للشراء و535 ريالاً للبيع، وهو استقرار غير مسبوق منذ فترة طويلة. فيما كانت فجوة الريالين بين الشراء والبيع مؤشرًا على تحسن نادر، لكنه مثير للشبهات. يقول أحد التجار "إنه كهدوء البحر قبل العاصفة - جميل ولكنه مخيف"، بينما يشير الخبراء إلى أن الوضع قد ينقلب رأساً على عقب في أي لحظة.
تاريخياً، لم تشهد اليمن استقراراً متواصلاً بسبب الأوضاع السياسية المتأزمة ونقص العملة الصعبة، ما وضع الريال اليمني في دوامة لا مخرج منها إلا بالاستيراد المفرط. منذ 2014، يشهد البلد انهياراً اقتصادياً يذكر بسيناريوهات قاتمة حدثت في بلدان أخرى. تتوقع الخبراء أن هذا الاستقرار مؤقت ومهدد بانفجار جديد يلوح في الأفق بسبب المتغيرات العالمية والمحلية.
تتنفس العائلات في المدن الكبرى الصعداء حيث يمكنها أخيراً التخطيط لمشترياتهم الأساسية بثقة مؤقتة. ومع ذلك، يحذر الاقتصاديون من غياب الاستقرار الدائم، مع وجود الفرص للتخطيط المالي الذكي والسعي للاستفادة من الأوضاع الحالية دون المجازفة الكبيرة. يتوقع بعضهم عودة التقلبات في حال حدوث أي تغيرات سياسية أو اقتصادية مفاجئة.
تلخص الوضع بالشكل التالي: العملات تشهد استقراراً نادراً، لكن الحذر يظل السمة الأبرز حيث يبقى السوق على حافة الانفجار المتوقع. هل سيكون هذا الهدوء الظاهري مقدمة لاضطرابات جديدة أم بداية لاستقرار طويل الأمد؟ الدعوة واضحة: الحذر والتخطيط الواعي للأموال قد يكونان المنقذ الأهم للعائلات والتجار على حد سواء.