في 30 يوماً فقط، تقلبت أسعار النفط أكثر من 40 مرة بين صعود وهبوط. في خبر صاعق زلزل الأسواق، سجلت أسعار النفط تحركات جنونية خلال الشهر الماضي، ليصل خام برنت إلى 63.23 دولاراً وسط تقلبات غير مسبوقة. ما يزيد من خطورة الوضع، أن كل دولار تغيير في سعر البرميل يؤثر على جيوب 7.8 مليار إنسان حول العالم. قرارات الاستثمار التي تتخذها اليوم قد تحدد مصيرك المالي لسنوات، في ظل توقعات انفجار قريب في الأسعار. التفاصيل في متناولكم.
شهدت تداولات الثلاثاء صعوداً محدوداً لكنها كانت جزءاً من نمط متذبذب حكم نوفمبر بأكمله، حيث تتحرك الأسعار كأرجوحة يومية. ارتفع خام برنت إلى 63.23 دولاراً، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط 59.42 دولاراً، بفجوة قدرها 3.81 دولار بينهما. وقد تجاوزت ارتفاعات الأمس 2% مدفوعةً بمخاوف الإمدادات وفائض العرض. "الأسواق تتحرك كأرجوحة بين مخاوف الإمدادات وفائض العرض"، قال محللو ساكسو، حيث يعيش ملايين المستثمرين حالة ترقب وتوتر يومي فيما تؤجل شركات الطيران خطط التوسع.
في خلفية هذا الحدث، شهد شهر نوفمبر "ارتفاعات حذرة ضمن تحولات مفاجئة" مع تناوب يومي بين الصعود والهبوط، مدفوعاً بقرارات أوبك+، والهجمات على البنية النفطية الروسية، والتوترات الأمريكية-الفنزويلية، والطلب الصيني المتراجع. تحاكي هذه التقلبات أحداث 2020 لكن بأسباب جيوسياسية أكثر تعقيداً هذه المرة. يتوقع الخبراء استمرار التذبذب خلال ديسمبر، ما لم تظهر "مفاجآت على صعيد الإمدادات أو التسويات السياسية".
على الصعيد الشخصي، تتقلب أسعار البنزين يومياً، وتصبح تكاليف النقل غير مضمونة، مما يزيد القلق العام من المستقبل. من المتوقع استمرار عدم الاستقرار حتى مارس 2025 على أقل تقدير، مع تسارع البحث عن بدائل الطاقة. للمضاربين، هناك فرص ذهبية، بينما تواجه المستثمرين طويلي الأمد مخاطر عالية، مما يجعل تنويع المحافظ ضرورة حتمية. بينما ترحب دول الخليج بالاستقرار النسبي، تعبر أوروبا عن قلقها من إمدادات الشتاء، فيما تراقب آسيا السوق الصينية عن كثب.
بالتلخيص، تعيش أسواق النفط حالة تذبذب تاريخية بأسباب جيوسياسية معقدة. ديسمبر سيشهد المزيد من التقلبات، بينما مارس 2025 قد يكون نقطة تحول مع مراجعة قرارات أوبك+. نصيحتنا لكم: راقبوا الأخبار يومياً، نوعوا استثماراتكم، وتجنبوا القرارات المتسرعة. السؤال المطروح الآن: "في عالم يتحكم فيه تغريدة أو قرار سياسي بأسعار الطاقة، هل أنت مستعد للعبة الأرجوحة النفطية؟"