في رقم صاعق يهز أركان كل بيت يمني، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 24 إلى 32,260 ريال، ما يجعل جرام واحد اليوم يساوي راتب موظف حكومي لشهرين كاملين! الأسعار تتصاعد كل ساعة، والفرصة لاقتناء الذهب قبل ارتفاع الأسعار قد تفلت من بين الأصابع.
شهدت أسواق الذهب في صنعاء وعدن ارتفاعاً تاريخياً، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 مبلغ 32,260 ريال، بينما تجاوزت الأونصة المليون ريال، وكسر الجنيه الذهبي حاجز 225,800 ريال. العديد من التجار يؤكدون: "لم نشهد مثل هذا الارتفاع منذ عقود"، بحسب محمد الصاغ، رئيس نقابة الصاغة. هذا الارتفاع أثر بشكل مباشر على حركة الشراء، حيث تأجيل الزيجات وهروبة لبيع المدخرات الذهبية أصبحت سائدة.
تعود خلفية هذا الارتفاع إلى تراجع قيمة الريال اليمني وارتفاع أسعار الذهب عالمياً. عدم الاستقرار السياسي، والتضخم، إضافة إلى البحث عن ملاذات آمنة للاستثمار، كلها عوامل ساهمت في هذا الوضع. سبق وشهدت البلاد ارتفاعاً مشابهاً في عام 2020 أثناء ذروة الأزمة الاقتصادية. وبينما يرى الخبراء انقساماً في التوقعات بين الاستقرار ومزيد من الارتفاع، يظل الوضع غير مؤكد.
وفيما يتعلق بالتأثير على الحياة اليومية، يجد المواطنون صعوبة في شراء المجوهرات وإعداد مهور الزواج، مما يؤدي إلى تغيير في عادات الادخار المحلي. قد يؤدي هذا الوضع إلى تحول كبير في سوق الذهب المحلي، حيث يدعو الخبراء للاستثمار "الحذر" وتجنب المضاربة المشتعلة حالياً. وتتنوع ردود الأفعال بين غضب المواطنين فرحة التجار وقلق أولياء الأمور.
مع هذه الأسعار التاريخية، يُعاد تشكيل الاقتصاد المحلي وخطط المواطنون الاستثمارية. مستقبل الأسعار مرتبط بالتحسن السياسي والاقتصادي، مما يستدعي من المواطنين التخطيط بعناية لاستثماراتهم. والأسئلة تظل قائمة: هل سنشهد المزيد من الارتفاع في الأسعار أم أن هذا هو السقف الأقصى؟
