في تطور مفاجئ أضاء شعلة الأمل في قلوب المئات من الموظفين الحكوميين، أعلن بنك عدن الإسلامي صرف مرتبات متراكمة لـ3 أشهر كاملة دفعة واحدة، منهياً معاناة طال انتظارها لدى موظفي المؤسسة العامة للطرق والجسور في حضرموت. لأول مرة منذ شهور، تضيء الابتسامة وجوه العائلات التي كانت تعيش على وقع القلق المستمر، في خطوة قد تكون بداية تحول جذري في نظام المرتبات الحكومية.
شمل الإعلان الاستثنائي صرف مرتبات ثلاثة أشهر متراكمة (يوليو وأغسطس وسبتمبر 2025) لموظفي الطرق والجسور في حضرموت، إضافة إلى مرتبات وزارة الكهرباء والطاقة في الضالع والمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في عدن. أحمد محمد، مهندس طرق من حضرموت، وصف لحظة استلام إشعار البنك: "كانت كالحلم، ثلاثة أشهر من الأرق والقلق انتهت برسالة واحدة على الهاتف". انتشر الخبر بسرعة البرق بين الموظفين، وتحولت وجوه اليأس إلى ابتسامات عريضة.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المبذولة لتحسين انتظام صرف المرتبات في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، بعد سنوات من المعاناة المستمرة منذ بداية الأزمة في 2014. د. يحيى الشامي، خبير اقتصادي، أكد أن هذا الإجراء يمثل "نقطة تحول مهمة في استعادة ثقة الموظفين بالنظام المصرفي"، مشبهاً الحدث بإنقاذ الغريق في اللحظة الأخيرة. تشابه هذا الإجراء مع مبادرات سابقة لكنه يتميز بتغطيته لثلاث محافظات مختلفة في آن واحد.
انعكست هذه الخطوة فوراً على الحياة اليومية للموظفين وعائلاتهم، حيث تحسنت القدرة الشرائية بشكل ملحوظ وخف العبء المالي الثقيل عن مئات الأسر. فاطمة علي، زوجة موظف في وزارة الكهرباء، عبرت عن مشاعرها قائلة: "أخيراً يمكنني شراء احتياجات البيت دون قلق، والأطفال سيعودون للمدرسة بكرامة". الخبراء يتوقعون تحسناً في الأداء الحكومي وجودة الخدمات العامة، لكنهم يحذرون من ضرورة ضمان الاستدامة والانتظام في المستقبل.
رغم الفرحة الغامرة التي عمت البيوت، يبقى السؤال الأهم: هل نشهد بداية النهاية لمعاناة الموظفين الحكوميين في اليمن؟ النجاح في هذه التجربة يتطلب ديمومة هذا النهج وتعميمه على كافة المحافظات، لتحويل شعلة الأمل التي أضاءت اليوم إلى نور دائم ينير طريق الاستقرار والكرامة لجميع الموظفين. الآلاف ينتظرون، والوقت الآن لجعل هذا الحلم حقيقة مستدامة.