في زمن تتأخر فيه رواتب الموظفين شهوراً في العديد من البلدان، يبرز نموذج يمني يحقق دقة سويسرية في صرف الرواتب. بنك عدن الإسلامي يواصل تحقيق المعجزة المصرفية، حيث استطاع صرف مرتبات موظفي مطابع الكتاب المدرسي لشهر نوفمبر 2025م بانتظام مذهل. الخبراء يؤكدون: هذا النموذج يعيد تعريف الكفاءة المصرفية في المنطقة.
أحمد محمد، مشغل آلات الطباعة، يروي بعيون دامعة: "انتظام الراتب يساعدني في إعالة أسرتي المكونة من 5 أفراد... لم أعد أقلق حول نهاية الشهر". المشهد المؤثر تكرر مع مئات الموظفين الذين تجمعوا أمام فروع البنك، حيث امتزجت ابتسامات الرضا مع أصوات أجهزة الصراف الآلي في سيمفونية مالية متقنة. د. عبدالرحمن الهادي، خبير مصرفي، يؤكد: "هذا الانتظام مؤشر إيجابي للاستقرار المؤسسي يضع اليمن على خارطة التميز المصرفي".
خلف هذا النجاح قصة كفاح ضد التحديات الاستثنائية. فاطمة عبدالله، مديرة الشؤون الإدارية، تكشف السر: "نعمل كالساعة السويسرية في دقة توقيتها، حيث تم تطوير نظام متطور يضمن وصول الأموال للموظفين في الوقت المحدد". هذا النموذج يتناقض بشدة مع حالات تأخير الرواتب التي تشهدها مؤسسات أخرى في المنطقة، مما يجعل من تجربة عدن قصة نجاح استثنائية تستحق التأمل والدراسة.
التأثير لا يقف عند حدود الموظفين فقط، بل يمتد ليشمل مئات الأسر التي استعادت قدرتها على التخطيط المالي بثقة. مريم عادل، محاسبة في مؤسسة مجاورة، تعبر عن إعجابها: "نتمنى لو أن مؤسستنا تحذو حذو هذا النموذج الرائع". السوق المحلي شهد انتعاشاً فورياً بسبب تحسن القدرة الشرائية للأسر، بينما تضمن استمرارية طباعة الكتب المدرسية جودة التعليم للأجيال القادمة في ظل ظروف استثنائية.
هذا النجاح يفتح آفاقاً واعدة لتعميم التجربة على نطاق أوسع، حيث يمكن أن يصبح نموذج عدن مثالاً يُحتذى به في تحقيق الاستقرار المؤسسي. الخبراء يدعون إلى ضرورة دعم مثل هذих المبادرات الناجحة والاستفادة من دروسها في تطوير الخدمات المصرفية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيصبح هذا النموذج الملهم قصة نجاح تُكتب بأحرف من ذهب في تاريخ الخدمات المصرفية العربية؟