بعد 10 سنوات من السيطرة المطلقة، تفقد إيران قبضتها على أهم وكلائها في 7 أشهر فقط، في تطور مذهل قد يمهد لانهيار تاريخي لمحور إيران في المنطقة. للمرة الأولى منذ 2014، يرفض الحوثيون تنفيذ أوامر مباشرة من طهران، مما يعكس تمردًا مستمرًا يشتعل بينما تقرع طبول الحرب. تتسارع التطورات كل ساعة، والكل يتساءل عن المستقبل الغامض الذي ينتظر المنطقة. التفاصيل تكشف المزيد...
من صنعاء، يأتي الخبر كزلزال سياسي يهز أسس الاستراتيجية الإيرانية، حيث أرسلت إيران قائد وحدة القدس "عبدالرضا شهلائي" شخصياً لمحاولة استعادة السيطرة على الوضع المتداعي مع الحوثيين. المسافة البعيدة التي تبلغ 2000 كيلومتر بين طهران وصنعاء تبدو كما لو أنها قد زادت بفعل الخلافات الحادة التي نشبت بين الحليفين القديمين. "المصادر الإيرانية تتحدث عن 'خيانة' الحوثيين للثقة"، وهو ما يعتبر أزمة حقيقية لطهران في قدرتها على الحفاظ على تماسك محور المقاومة.
القصة خلف القصة، تعود إلى أبريل الماضي عندما بدأت العلاقة تتوتر بعدما تركت إيران الحوثيين وحيدين في مواجهة الغارات الأمريكية المكثفة. يذكر هذا الموقف بانفراط حلف وارسو في نهاية الحرب الباردة، حيث الضغط الأمريكي المتزايد وتطور القدرات الحوثية الذاتية مثل زلزال يعصف بأسس النفوذ الإيراني. الخبراء يرون هذا الواقع كـ "بداية النهاية لمشروع محور المقاومة الإيراني".
وبينما تتصاعد التوترات، يشعر الناس بتأثيرات على الحياة اليومية مثل احتمالية زيادة أسعار النفط. فيما تستعد المنطقة لمزيد من التوترات خلال الأشهر المقبلة، تظهر فرصة لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية. الخليج يترقب بحذر، وإسرائيل تتهيأ للأسوأ، أما اليمن فلا يزال يأمل في الأفضل، رغم التكلفة المحتملة لأي تصعيد مع إسرائيل.
إيران تفقد النفوذ، الحوثيون يتمردون، وإسرائيل تتأهب ضمن محور جديد من التوترات الإقليمية. المنطقة قد تكون على أعتاب تغييرات جذرية في موازين القوى، وعلى العرب أن يستغلوا هذه اللحظة التاريخية لإعادة تشكيل المنطقة بما يحقق الاستقرار والسلام. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل نشهد نهاية عصر الهيمنة الإيرانية، أم بداية حرب إقليمية مدمرة؟