في قلب مأساة إنسانية تهزّ إب، الحوثيون قطعوا مخصصات 85 يتيمًا من دار الحبيشي، مما دفع أطفال الدار لمواجهة مصير مظلم ومرعب. في بلد يعيش فيه 24 مليون شخص تحت وطأة الحاجة، الأيتام هم من يدفعون الثمن مضاعفاً. الأمر عاجل، فكل تأخير في الإنقاذ قد يعني حياة ضائعة لطفل صغير.
تأججت الأزمة حين أوقفت السلطات الحوثية منحة دار الحبيشي للأيتام دون سابق إنذار، مما ترك 85 طفلًا دون دعم مالي لثلاثة أشهر. "لم نعد نملك حتى رغيف خبز واحد لنقسمه بينهم"، حسب تصريح من إدارة الدار. الأطفال الآن يواجهون الشدائد بقلوب ترضى وعيون تبحث عن أمل. أحمد، الطفل ذو الثمانية أعوام، يبكي من الجوع والبرد، وهو يرى أن أيامه أصبحت أكثر ظلاماً.
خلف هذه الكارثة، تقف سياسة الحوثيين المتعمدة في تسييس العمل الإنساني وقطع الدعم عن المؤسسات الخيرية. هذه السياسة ليست بجديدة، فقد شهدت دور الأيتام في صنعاء والحديدة نفس المصير. وفقاً لد. عبدالله الوزان، الخبير في الشؤون الاجتماعية، "كارثة إنسانية محققة إذا لم يهب المجتمع الدولي لمساعدة هؤلاء الأطفال فوراً".
في الوقت الذي ينام فيه الأطفال جياعاً في شوارع إب، يبحثون في القمامة عن لقمة يسدون بها رمقهم. المستبدون الحوثيون متجاهلون لصرخات الضعفاء، بينما يزداد الغضب الشعبي ويتصاعد القلق الدولي. يبدو أن البؤس مجرد بداية لعاصفة من الألم والتشرد إذا لم تُقدّم المساعدات في الوقت المناسب.
بين خيارين قاسيين، يقف 85 طفلاً يتيمًا، مواجهة الشارع أو المجهول. النظرة للمستقبل تشوبها السواد: إما إنقاذ عاجل أو جيل جديد ضائع في منفى الألم. هنا يتساءل كل إنسان: "هل سنشهد على موت البراءة في صمت؟" دعوتنا واضحة، كل درهم تبرع قد يعني حياة لطفل ذو براءة منتهكة.
