في 15 دقيقة فقط، تحولت منطقة نجد البرد إلى مقبرة جماعية لخمس جنود في حدث مروع أثار صدمة في الأوساط العسكرية. كمين دموي استهدف موكب قائد محور طور الباحة اللواء أبوبكر الجبولي ومحافظ تعز نبيل شمسان، كاشفاً هشاشة الأمن في منطقة استراتيجية تربط بين ثلاث محافظات. إن التوترات التي تُركت بلا حل لأشهر انفجرت اليوم في وجه القيادة العسكرية، تاركة وراءها دماء ومخاوف متزايدة من تصاعد العنف. في التفاصيل أدناه، نكشف ملابسات الكارثة والمطاردة المستمرة للجناة.
كمين محكم نُصب على طريق جبلي وعر استغرق 15 دقيقة من إطلاق النار المكثف أدى إلى تلاشي الحياة من خمسة جنود، جميعهم مرافقون لقائد المحور. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الهجوم جاء على خلفية توترات محلية مرتبطة بمقتل الجندي وائل وديع. "الغدر كان عند كل زاوية، والدماء تسيل بألم على الطريق الترابي"، وفقاً لشاهد عيان محلي. على طرف آخر، النقيب سالم الحارثي، البطل القائد لدورية الإنقاذ، قال: "وصلنا تحت النار وأجلينا الجرحى، وسنفعل المستحيل لحفظ الأمن".
المأساة تكشف خلفية معقدة من الأحداث. في أغسطس الماضي، لقي الجندي وائل وديع مصرعه بطلقة نارية وُصفت بـ"الخاطئة" داخل معسكر القوات الخاصة، ما أدى إلى تضارب في التحقيقات وتحريض من مليشيات الحوثيين. تاريخ المنطقة المكتظ بالتوترات القبلية وعدم تحقيق العدالة سابقاً، ذكّر البعض بكمائن القاعدة السابقة، محذراً من انفجار الوضع إذا لم تُحل النزاعات سريعاً.
التأثيرات تمس كل جوانب الحياة اليومية، فالطرق باتت مقطوعة والخدمات في تراجع، مع احتمال هجرة الأسر من المناطق الساخنة. الخبراء يشددون على أهمية حملة أمنية مكثفة وإصلاحات شاملة لمعالجة جذور المشكلة. هناك غضب واسع في المجتمعات القبلية ومحاولات استغلال للموقف من قبل الحوثيين، مما يعزز ضرورة الحلول السريعة والفعّالة.
المأساة الحالية تكشف ضرورة إجراء إصلاحات جذرية لتجنب تكرار الفواجع. دعوات لتحقيق العدالة والإصلاح الأمني تتزايد بصوت عالٍ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: "هل ستتعلم القيادة من دماء الشهداء، أم ستنتظر مآسي أكبر لا يدفع ثمنها إلا الأبرياء؟"