في تطور يهز الضمائر ويقض مضاجع الإنسانية في آن واحد، تتسابق فرق نزع الألغام مع الوقت في اليمن، حيث يتم انتشال لغم كل 9 دقائق، بل وتعمل دون توقف على إنقاذ الأرواح في ظل خطر محدق. 3,765 قطعة موت تم نزعها على مدار 24 يوماً فقط، ليحقق مشروع مسام واحداً من أضخم الانتصارات الإنسانية في الأراضي اليمنية.
تعمل فرق مسام بلا كلل أو ملل على مدار الساعة لتطهير الأراضي اليمنية من ما يمكن اعتباره "بذور الموت" التي زرعتها الجماعة الحوثية. الأرقام تثبت قوة هذا الجهد الجبار: 157 لغماً يتم نزعها يومياً، بمعدل لغم كل 9 دقائق، ما يعني إنقاذ 3,765 حياة كانت مهددة بالموت. أحد خبراء نزع الألغام صرح قائلاً، "كل لغم نزيله هو طفل ننجو به من براثن الموت". كما أعرب مواطن يمني، "نشكر الله ثم السعودية على إعادة الأمان لأرضنا". آلاف العائلات اليمنية يمكنها الآن النوم بأمان بعد تطهير مناطقها.
في مسرح هذه المذبحة التي تخطت الحدود الإنسانية والأخلاقية، تتكشف الخلفية القاتمة حيث زرع الحوثيون الألغام عشوائياً في المناطق المدنية كتكتيك حربي محرم دولياً. السعي لردع المدنيين ومنع عودتهم إلى مناطقهم المحررة يجعل الألغام سلاحاً نفسياً قاتلاً. ويعود بنا التاريخ إلى زمن الحروب العالمية وتكتيكات النازية. الخبراء يؤكدون قائلين، "ستحتاج اليمن لعقود لإزالة جميع الألغام الحوثية".
ومع تطهير الشوارع والحقول، يرى اليمنيون بصيص الأمل في عيون أطفال يلعبون بحرية ومزارعين يحيون أراضيهم من جديد. هذه الألغام المحروسة بحذر تحول الأرض لتصبح مجدداً مصدر للرزق والأمان. ومع توقعات بتحسين تدريجي في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تظل التحذيرات قائمة بعدم دخول المناطق غير المطهرة، في حين تفتح الفرص أمام الاستثمار في الأراضي المحررة. ردود الأفعال لا تزال تتوالى: من الشكر اليمني والإشادة الدولية إلى الإدانة الشديدة للجماعة الحوثية.
3,765 لغماً منزوعاً خلال شهر واحد يعكس حجم المأساة والأمل معاً. ومع الأمل في يمن خالٍ من الألغام، يبقى السؤال مكامن في الأذهان: "متى ستخلو آخر قطعة أرض يمنية من ألغام الموت؟" دعونا جميعاً ندعم منظمات نزع الألغام وننشر الوعي، ونسهم في صناعة مستقبل آمن لأهالينا في اليمن.