نتانياهو وكابوس الدولة الفلسطينية
76 عاماً من الاحتلال تنتهي بجملة واحدة: لا دولة فلسطينية! في خطوة لا تخلو من الهستيريا السياسية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية، مهدداً بإغلاق معبر رفح بشكل نهائي.
عشية التصويت على القرار الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، صُدم الجميع بتصريحات نتانياهو التي قال فيها بوضوح: "باختصار، هذا لن يحدث". المشهد يتفاقم حيث أظهرت الإحصائيات الصادمة مرور 31 عاماً دون نتائج ملموسة منذ توقيع اتفاق أوسلو.
إن هذا القرار، إذا نُفذ، يعني الكثير للفلسطينيين، وفي ضوء الأوضاع المتوترة في غزة، صرح الخبير د. مصطفى البرغوثي بأن هذا التصعيد يعكس حقيقة المشروع الصهيوني التوسعي، في حين سرد أحمد أبو سالم، أحد سكان غزة، تفاصيل عيشه اليومي وسط القصف: "لن أترك أرض أجدادي مهما بلغ الظلم".
لا يمكن لهذا التصعيد إلا أن يعيد إلى الذاكرة الفوضى التي صاحبت فشل اتفاقات كامب ديفيد وأوسلو. إذ تشهد المنطقة ضغوطاً أمريكية جديدة تحت إدارة ترمب، وتوترات عربية تُحفزها الشروط المتجددة للتطبيع، لكن المقاومة الفلسطينية تظل ثابتة رغم ضغط الاحتلال.
وفي حين يتوقع الخبراء تصاعد التوتر في الشارع العربي، فإن الخوف من تهجير قسري يلوح في الأفق. من المهم أن ندرك أن السيناريو الأكثر احتمالاً هو استمرار الوضع الراهن مع تفاقم العنف وتدهور الأوضاع.
نتانياهو نفسه يُعاني من رُهاب الدولة الفلسطينية، في وقت يتساءل العالم: "هل سيصمت العالم أمام هذا التطهير العرقي المعلن؟" بات على المجتمع الدولي اتخاذ موقف عاجل ضد الغطرسة الإسرائيلية لتجنب كارثة محتملة قد تدمر المنطقة برمتها.