مئات الكيلومترات يقطعها الموت الرمادي القادم من السماء ليصل من إثيوبيا إلى قلب اليمن! هذا ما يشهده الآن ملايين اليمنيين نتيجة ثوران بركان "إرتال" الذي أطلق سحبًا هائلة من الرماد البركاني تحمل جسيمات أصغر من حبة الرمل بآلاف المرات، محملة بقطع من الزجاج البركاني المدمر للرئتين. وخلال ساعات قليلة، صدر التحذير الأحمر... والخطر يحلق الآن فوق رؤوس المواطنين في اليمن.
ثار بركان "إرتال" في إثيوبيا مطلقًا سحبًا هائلة من الرماد البركاني المحمل بجسيمات الزجاج والصخور الدقيقة، مما أثر على أجزاء واسعة من اليمن. في بيان لمركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر، "الخطر لا يقتصر على المناطق القريبة من البركان بل ينتقل مئات الكيلومترات". القلق والذعر في الشارع اليمني حيث يهرعون لشراء الكمامات وإغلاق النوافذ، في مشهد مهيب يلف شوارع البلاد.
يعيدنا هذا الحدث إلى الخلفية الجيولوجية، حيث تقع اليمن في منطقة نشطة جيولوجيًا بقرب الصدع الأفريقي العظيم. العوامل المؤثرة تشمل النشاط البركاني المتزايد واتجاهات الرياح الموسمية التي تنقل معها الرماد إلى اليمن. هذه ليست المرة الأولى، فتاريخ البركانية العالمي مليء بكوارث مشابهة. خبراء الأرصاد يحذرون من احتمال استمرار التأثيرات لأيام أو حتى أسابيع.
الحياة اليومية في اليمن تتغير، إذ أُجبر الناس على تغيير روتينهم، وتجنبوا الأنشطة الخارجية، واهتموا باتخاذ إجراءات حماية صارمة. النتائج المتوقعة تتضمن مشاكل صحية وتلوث المياه وتأثر الزراعة بشكل كبير. تحذيرات رسمية صدرت للالتزام بالإرشادات الوقائية، وهناك فرصة لتطوير أنظمة إنذار أفضل. يشير المزارعون إلى القلق البالغ إزاء سلامة محاصيلهم، بينما تستعد السلطات لمواجهة التحديات.
تلخيصًا للوضع، يهدد الرماد البركاني اليمن بأضرار جسيمة، بينما توجه الجهات الرسمية تحذيراتها بضرورة اتباع إجراءات السلامة وحماية المياه والطعام. ما الذي يخفيه المستقبل؟ يظل ذلك سؤالًا مفتوحًا يظهر أن الطبيعة قد تذكرنا بأنها صاحبة اليد العليا. هل سيصمد اليمنيون أمام هذا التحدي الطبيعي الجديد؟ طبيعة الحال تشير إلى الكفاح المستمر في مواجهة قوى الطبيعة، وهل نتحلى بما يكفي من المرونة والقوة لمواجهة هذا التحدي الجديد؟
