العشرات من أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل اليمن يطردون أعلى مسؤول أمني في عدن!
للمرة الأولى في تاريخ اليمن الحديث، ترفض أسر الشهداء التفاوض مع السلطات وتطردهم من مكان اعتصامها. بينما تستمر الاعتصامات منذ أكثر من نصف شهر، تتجاهل الحكومة صرخات من ضحوا بكل شيء.
شهدت عدن مشهداً مهيناً يوم الأحد عندما طرد العشرات من أسر الشهداء والجرحى مدير أمن المدينة، مطهر الشعيبي، ورفضوا طلبه بنقل اعتصامهم من أمام قصر المعاشيق الرئاسي، موقفاً اللافت تعزيزاً لتعاطف شعبي واسع مع مطالبهم العادلة على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الخانقة. فقد أشار بيان إدارة أمن عدن لوجود "عبارات استفزازية من عناصر غير منضبطة حالت دون استكمال الرسالة" مما زاد من تعقيد الموقف.
تأتي هذه الأحداث في سياق تراكم سنوات من الإهمال الحكومي لحقوق أسر الشهداء والجرحى في اليمن المنهك بالحرب، وتفاقم الأزمة الاقتصادية وعدم انتظام صرف المرتبات والمنح. وذكّر هذا الحدث باحتجاجات المحاربين القدامى في دول أخرى عندما طالبوا بحقوقهم بعد الحروب. توقع محللون أن الاحتجاجات ستنتشر إلى محافظات أخرى إذا لم يعد هناك تحرك سريع من الحكومة.
مع استمرار الاعتصام أمام بوابة قصر المعاشيق، اضطراب الحركة وتأثر الخدمات الأمنية في عدن يشكلان ذعراً لدى الجهات الرسمية. من المتوقع تصعيد الاحتجاجات وضغط متزايد على الحكومة للاستجابة، مع احتمال تدخل جهات إقليمية لحل الأزمة. يتزامن ذلك مع تأييد شعبي واسع للمحتجين وقلق رسمي من التصعيد، حيث يبقى السؤال الأهم: هل يمكن للحكومة إعادة الثقة المفقودة مع المواطنين؟
تلخيصاً للنقاط الرئيسية: اعتصام أسر الشهداء أمام قصر المعاشيق يشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار الحكومة في ظل تجاهل مطلق لمطالبهم، والترقب يسيطر على الموقف مع احتماليات تصاعد غير متوقع في الأيام المقبلة. الساعات القادمة ستحدد مصير الاحتجاجات ومدى استعداد الحكومة للتجاوب. حان الوقت لتحرك عاجل لحل هذه الأزمة من جذورها وإعادة بناء الثقة مع المجتمع قبل فوات الأوان. هل ستكون هذه بداية انتفاضة اجتماعية أم أن الحكومة ستتدارك الوضع قبل أن يتفاقم؟
