87.5% من يومهم في الظلام الدامس، هكذا يعيش سكان عدن منذ فترة طويلة، تحت وطأة كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة، إذ يعاني مليون إنسان من كهرباء أقل من هاتف محمول يحتضر. كل دقيقة تمر تزيد من خطر الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية. انهيار، كارثة، عتمة، يحتضر، صرخة استغاثة، هذه هي الكلمات التي تلخص الوضع الحالي... التفاصيل في سياق التقرير.
شهدت العاصمة المؤقتة عدن انهياراً جديداً في خدمة الكهرباء، حيث استمرت ساعات الانقطاع لمدة 14 ساعة مقابل تشغيل لا يتجاوز الساعتين في اليوم، رغم دخول فصل الشتاء حيث يُفترض تحسن الوضع. قال أحد السكان المحليين: "تتكرر مظاهر العتمة في الأحياء والشوارع، مما يسبب عجزاً كاملاً عن إدارة شؤون الحياة اليومية". في ظل هذه الظروف، تعاني أكثر من مليون نسمة من التأثير المباشر لهذا الانقطاع الحاد.
هذه الأزمة هيكلية تعود جذورها إلى سنوات مضت، تعمقت مع استمرار الحرب في اليمن وتعطل محطات التوليد ونفاد الوقود. ورغم أن حلول الشتاء كان من المفترض أن يخفف الضغط على المنظومة الكهربائية، إلا أن المدينة لا تزال تعاني. يصف عبدالله العدني، فني كهرباء متطوع، الوضع قائلاً: "يتجلى الخطر مع كل يوم يمر، والاستجابة الحكومية غائبة". الخبراء يحذرون من فترات انقطاع أطول في المستقبل.
التأثيرات الكارثية على الحياة اليومية للمواطنين في عدن باتت ملموسة، حيث يتعذر على الأسر إدارة شؤونها، متضررة بشكل خاص في مجال حفظ الطعام وأعمالها اليومية. يتزايد قلق وتذمر السكان يوماً بعد يوم، بانتظار حلول عاجلة. في خضم هذه الأزمة، يرى البعض فرصاً في الاستثمار في الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية، رغم التحديات الكبيرة في تأمين التمويل وإيجاد حلول مستدامة.
أزمة كهرباء خانقة تؤثر على مليون فرد بنسب انقطاع تصل إلى 87.5%، دون مؤشر لحلول في الأفق القريب. مع هذه الظروف، يزداد اليأس وتتراكم الأسئلة حول قدرة عدن على الصمود في وجه الظلام... هل سنشهد كارثة إنسانية حقيقية؟
