في 60 ثانية فقط، تم تدمير أحلام 380 طبيباً يمنياً حين ألغت مليشيا الحوثي بشكل مفاجئ حفلاً فنياً لتخرج الدفعة 35 من كلية الطب بجامعة صنعاء. رسالة واحدة في منتصف الليل حولت فرحة 7 سنوات دراسة إلى كابوس، بينما تقرأ هذا الخبر، عائلات يمنية تبكي في فنادق صنعاء، بعد أن سافرت من محافظات بعيدة للمشاركة في الاحتفال.
في الساعة الحادية عشرة ليلاً، وصلت رسالة قصيرة قاسية: "تم إلغاء حفل التخرج". كانت هذه الكلمات كافية لتحطيم قلوب 380 خريجاً. "الله يكسر نفوسهم مثل ما كسروا نفوسنا"، قالت ريم محمد، إحدى الخريجات. تحولت غرف الفنادق من أجواء احتفالية إلى مشاهد حداد، وأصبحت فساتين التخرج أكفاناً لأحلام محطمة.
منذ سنوات، تحولت جامعة صنعاء من معقل للعلم إلى ثكنة عسكرية تحكمها الأيديولوجيا الطائفية. تحت شعار "الهوية الإيمانية"، يمارس الحوثيون إرهاباً نفسياً ممنهجاً ضد التعليم. هذا ليس الإلغاء الأول، بل حلقة في مسلسل تدمير التعليم اليمني. "نحن أمام كارثة تعليمية ستؤثر على أجيال قادمة"، يحذر د. عبدالله النعمي، خبير تعليم طبي.
كل أب وأم يمني يسأل اليوم: هل سيسمحون لابني بالتخرج؟ بين الغضب والحسرة والخوف، تتنوع ردود أفعال المجتمع اليمني. "المزيد من الأطباء سيهاجرون، والنظام الصحي سينهار أكثر"، الوقت يداهمنا لإنقاذ ما تبقى من التعليم اليمني.
في لحظة واحدة، سرق الحوثيون فرحة 380 عائلة يمنية. إذا استمر هذا القمع، فسنفقد جيلاً كاملاً من الأطباء. العالم مطالب بالتحرك قبل أن يدفن التعليم اليمني نهائياً. كم من حلم آخر سيدمره الحوثيون قبل أن يفيق العالم؟