15 يوماً من المعاناة تحت العراء... هكذا يكافئ النظام أبطاله الذين قاتلوا ببطولة ضد الحوثيين ويتسولون العلاج من حكومتهم في سباق مع الزمن. الجرحى في سباق مع الزمن... حالتهم تتدهور كل يوم.
نظم العشرات من جرحى القوات الحكومية، اليوم السبت، مشيرين إلى الإهمال والوعود الكاذبة، مسيرة احتجاجية هي الأولى من نوعها بعد نحو نصف شهر من الاعتصام أمام دار الرعاية الاجتماعية. عشرات المشاركين وقفوا في وجه الصمت الحكومي، بعد أن ناشدوا العاهل السعودي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتدخل العاجل للضغط على الحكومة ومجلس القيادة الذين التزموا الصمت وتكرار الوعود منذ سنوات بحلول جذرية لمعاناة الجرحى وصرف مستحقاتهم.
يروي الجريح "أبو أحمد" الذي فقد ساقه في معركة ضد الحوثيين: "لا أستطيع تحمل نفقات العلاج"، بينما المجاهد خالد، الذي قاد زملاءه في الاعتصام رغم إصابته البليغة، يصرح: "ناشدنا العاهل وولي العهد التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه". مشاعر الغضب والإحباط تجلت في هتافات تُسمع من بعيد، مختلطة بأصوات العكازات.
تواصل المماطلة الحكومية لسنوات، حيث لم تفِ بوعودها، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة وعدم المساواة مع تشكيلات أخرى. يرى "د. محمد العسكري"، خبير الشؤون العسكرية: "هذا الإهمال مقصود لأبطال الوطن وسيؤثر على معنويات القوات وقدرتها القتالية". لا يمكن التغاضي عن أن مثل هذا الإهمال يأتي دائماً في نتائج مماثلة، كتأثير على معنويات القوات.
الأثر اليومي واضح، جرحى لم يعودوا قادرين على العمل أو إعالة أسرهم. التفاؤل أم الخطر؟ فمن ناحية، يمكن أن تكون هناك فرص للقيادة لإثبات التزامها بالعدالة الاجتماعية، بينما من ناحية أخرى، قد يؤدي انهيار الثقة إلى تدهور الوضع الصحي للجرحى، أو حتى انهيار معنوي شامل.
هل ستستجيب القيادة أم ستستمر المأساة؟ إن الضغط المجتمعي والإعلامي واجب لإنصاف هؤلاء الأبطال. كل الأطراف الآن تحت الأنظار: ماذا سيحدث غداً؟ "إذا لم ننصف من ضحوا بأجسادهم للوطن، فمن سيقاتل غداً؟"