في لحظة صادمة هزت مدينة إب، تحول شارع هادئ إلى مسرح جريمة دموي خلال 60 ثانية فقط. مغترب يمني طلب 10 دقائق إضافية لجمع مبلغ من المال، لكن النتيجة كانت مأساوية؛ حيث دفع صديقه حياته ثمناً لتلك اللحظات. الليلة الماضية في إب... قد تكون الليلة القادمة في منطقتك.
في الليلة ذاتها، تجددت مأساة مروعة كانت بطلتها منطقة الدائري الغربي بمدينة إب، حيث وقع هجوم مسلح محاولة لسرقة مغترب، فتحولت إلى جريمة قتل وإصابة. كانت البداية عند اقتحام مسلحان المكان وطلبهم المال من المغترب. وأُطلق النار عند حضور صديقان آخران للمكان، مما تسبب في مقتل جابر الرحامي وإصابة مراد عباس. يقول شاهد عيان: "الخوف يسكننا... لا نعود نشعر بالأمان في بيوتنا".
محافظة إب، التي تشهد حالة من الفلتان الأمني منذ سنوات، تشهد أحداثاً مشابهة بشكل شبه يومي بسبب انهيار الدولة وانتشار السلاح. حوادث السطو المسلح مستمرة، وقد حذر خبراء الأمن بأن "الوضع خارج عن السيطرة والأسوأ قادم". كل هذه العوامل جعلت الوضع أشبه بأيام الفوضى في الصومال خلال التسعينات.
التأثير على سكان إب لم يتوقف عند الخوف فقط، بل امتد ليؤثر على الأنشطة اليومية. السكان أصبحوا يتجنبون الخروج في الليل؛ خشية التعرض لهجمات مماثلة. قد تشهد المنطقة زيادة في معدلات الهجرة نتيجة لهذه الظواهر، والضرر قد يطال الاقتصاد المحلي بأسره. البعض يطالبون بحماية ذاتية، بينما يدعو آخرون لإجراءات أمنية أكثر صرامة.
تظل حادثة إب مأساة أخرى تضاف إلى مسلسل الفلتان الأمني، ولا تزال التساؤلات مطروحة حول الإجراءت الفورية المطلوبة لحماية السكان. هل ستعود إب للهدوء والاستقرار، أم أن المزيد من الفوضى ينتظرنا؟ السؤال الذي يبقى: متى ستتوقف هذه المأساة... أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟
