في تطور مثير بمقاطعة حضرموت اليمنية، أطلقت نقابة معلمي وتربويي الساحل صرخة استغاثة، معلنة أن المعلمين لم يتلقوا رواتبهم منذ عشر سنوات كاملة. في وقت يعيش هؤلاء المدرسون في وضع لا يحتمل، حيث يبيع الكبار الخضار لإطعام أطفالهم في بلد كان يوماً مثالاً للتعليم والحضارة. وللأسف، الأيام المقبلة قد تحمل معها انهياراً تعليمياً كاملاً في آخر معاقل التعليم اليمني.
بالرغم من سنوات الصبر والمثابرة، أصدرت نقابة المعلمين إنذاراً نهائياً بعد سنوات من المعاناة. "صبر المعلمين على الجوع لن يطول"، هكذا جاء في البيان الصادر عن النقابة الذي عبّر عن إحباط كامل لكل العاملين في القطاع. الأغلبية تجد نفسها مضطرة لترك مهنتها التعليمية للبحث عن أعمال أخرى تُبقيهم على قيد الحياة. هذه الظروف الصعبة زجّت بالمعلمين في مآزق متعددة، خاصة مع استمرار الانقطاع لسنوات.
قبل بدء الحرب اليمنية، كانت حضرموت نموذجاً في التميز التعليمي. إلا أن الصراع المستمر ألقى بظلاله السوداء، مُحدثاً تراجعاً كبيراً في الاقتصاد والإيرادات النفطية، وهو ما أدى لتفاقم الأزمة. ومعلمون حضرموت يذكّرون العالم بتنازلاتهم السابقة من أجل استئناف التعليم، محذّرين من ضياع جيل كامل إذا استمر الوضع على هذا المنوال.
التحديات على الأرض تتجلى بوضوح: أطفال يحوّلون الشوارع إلى مدارس تسوّل بدلاً من الحصول على التعليم اللازم. السيناريوهات المتوقعة جديرة بالقلق؛ فالتعليم في حضرموت يقف على حافة الانهيار. ودعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل تظل الحل الأكثر إلحاحاً، وسط غضب أولياء الأمور وقلق المنظمات الدولية من مستقبل قاتم قد يحمله الغد.
تختتم النقابة تصريحاتها بالتأكيد على أهمية التحرك السريع لإنقاذ التعليم في اليمن، محذّرة من تضاعف الأزمة إذا استمر الإهمال. السؤال الذي يطرحه الجميع: هل سنشهد بالفعل موت التعليم في أرض الحضارة والعلم؟