9 سنوات منذ آخر راتب بقيمته الحقيقية حصل عليه معلمو حضرموت. في تطور يُوصف بأنه كارثة تعليمية تهدد مستقبل الأجيال، أصدرت نقابة معلمي وتربويي ساحل حضرموت تحذيراً أخيراً قبل انهيار كامل للعملية التعليمية بسبب تأخر الرواتب. معلمون يمشون كيلومترات للوصول إلى مدارسهم لعدم امتلاكهم أجرة المواصلات، يعانون من جوع لا يطاق، وأزمة "وصلت لمرحلة لا يمكن احتمالها" والوقت ينفد سريعاً. التفاصيل الكاملة تكشف مأساة مستمرة وتحديات كبرى تواجه التعليم.
نقابة معلمي حضرموت تؤكد أن تأخر الرواتب والعلاوات لسنوات طويلة ووضع المعلمين موضعاً إنسانياً واقتصادياً بالغ الصعوبة، أدّى إلى تدهور التعليم وتآكل حقوق العاملين. بيان النقابة يشدد على أن المعلمين والمعلمات قدموا نموذجاً في الصبر والثبات، وحذروا من أن "صبرهم لن يطول". فاطمة أحمد، معلمة رياضيات ، تأتي مثالاً حيًّا لهذه المعاناة، إذ تمشي يومياً 5 كيلومترات للوصول إلى مدرستها.
الأزمة الاقتصادية في اليمن، التي زادتها الحرب الدائرة سوءاً، أفرزت سبباً رئيسياً للأزمة. انهيار الاقتصاد الوطني وتدهور الإيرادات النفطية انعكس سلباً على رواتب المعلمين، والتي لم تُصرف منذ 2014. مقارنة بما حدث سابقاً في أفغانستان عندما انهار التعليم هناك بسبب الحروب، يواجه التعليم اليمني نفس الخطر اليوم. د. عبدالله التربوي، خبير التعليم، ينبه إلى أن انهيار النظام التعليمي يعني انهيار جيل كامل وفقدان الأمل في مستقبل مشرق.
في الحياة اليومية في حضرموت، بات الأطفال بلا تعليم والأسر تحمل وصمة العجز أمام أبنائها. سيناريوهات محتملة تشير إلى إضراب شامل قد يُوقِف التعليم تماماً، بينما تُفقد المنطقة معلميها. لكن الفرصة لا تزال قائمة لتدخل المجتمع الدولي أو للمنظمات الإنسانية بمعالجة الأزمة العاجلة قبل فوات الأوان. ردود فعل غضب شعبي وتعاطف مجتمعي قابلها صمت مخيف من الحكومة.
ملخّص الوضع: معلمون جوعى وتعليم على شفا الانهيار وحكومة غائبة عن تقديم أي حلول. إذا لم يُنقَذ التعليم الآن، فقد نفقد جيلاً كاملاً إلى الأبد. دعوة للتحرك: على الحكومة والمجتمع المدني والعالم أن يتدخلوا فوراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. والسؤال الذي يبقى: "هل سنترك التعليم اليمني ينهار أمام أعيننا؟"