70 كنزاً يمنياً عمره قرون يُعرض لأول مرة في قلب أوروبا، في حادثة غير مسبوقة تشهدها مرسيليا. ويكاد المرء لا يصدق أن أزقة مرسيليا تشبه أحياء عدن بهذه الدقة، لكن هل هي صدفة أم تاريخ مشترك؟ بينما تدمر الحرب في اليمن، تحتفظ مرسيليا بذاكرة الأجداد الغنية، مصوبة الأنظار نحو هذا المعرض الفريد. كنوز، ذاكرة، ضياع، إنقاذ، عبق الحنين والصدمة... هذا المعرض يعد باكتشافات مثيرة تستحق الانتباه.
في معرض استثنائي يعقد هذه الأيام بمدينة مرسيليا الفرنسية، تُعرض 70 قطعة أثرية يمنية نادرة. تتجسد مدينتان عبر قارتين وآلاف السنين من التاريخ المشترك في هذا الحدث. بحسب الفنان اليمني الفرنسي ناصر الأسود "المعرض أهم من أي وقت مضى في ظل تحديات الحرب". حيث تفتح المعروضات العيون وتملأ القلوب بالحنين، وسط اكتشافات تاريخية مذهلة تجعل الزوار يبكون لحظة لقائهم بتراثهم المفقود.
تعود العلاقات بين موانئ عدن ومرسيليا إلى قرون، حيث كانت التجارة والثقافة عنواناً لتلك العلاقة التاريخية. الصراعات الحالية في اليمن والحاجة الملحة لحفظ التراث اليمني دفعا لانعقاد هذا المعرض. وقعت هذه المدن على طريق الحرير، وكانت شخصية مثل هائل سعيد أنعم تجسد الروابط الاقتصادية والثقافية. الخبراء يرون أن المعرض قد يكون حافزًا لمبادرات دولية لحماية التراث اليمني الذي يعاني من الضياع.
المعرض لا يؤثر فقط على الوافدين بل يُشعل الحنين لدى الجاليات اليمنية للتواصل مع تراثها الضائع. زاد هذا الحدث من الوعي بالثقافة اليمنية وقد يدعم مشاريع الترميم في المستقبل. يأتي الدعوة ملحة لتوثيق التراث قبل ضياعه، إذ يشتمل على إعجاب أوروبي وفخر يمني وحنين للزمن الجميل من قبل المغتربين.
إجمالًا، يعد هذا المعرض احتفالاً بتراث مهدد وضائع، وجسر ثقافي يربط بين عالمين. الأمل يظل قائماً في المزيد من المبادرات التي تعمل على حفظ التراث اليمني من الضياع. دعوة موجهة للجهات المعنية لدعم مشاريع حفظ التراث بكل طاقتها وإمكانيتها. لكن السؤال الذي يظل حائراً: هل سننقذ ما تبقى من تراث اليمن أم سنتركه يضيع مع الحرب؟
