10 سنوات من الجوع يعانيها آلاف المعلمين في حضرموت، في مشهد صاعق يثير استغاثة تتحدى اللامبالاة الحكومية. في بلد ينتج النفط، يعمل المعلمون مجاناً منذ سنوات، وأصبحوا على حافة انهيار كامل. الوقت ينفد، وما بقي للمعلمين إلا 48 ساعة قبل انهيار التعليم.
أصدرت نقابة معلمي وتربويي ساحل حضرموت بياناً درامياً يحذر من "فوات الأوان"، مؤكدين أن "صبر المعلمين على الجوع لن يطول". منذُ عام 2014 لم تُصرف الرواتب بقيمتها الحقيقة، وتوقفت علاوة المواصلات نهائياً. "لا يمكن احتمالها" - بهذه الكلمات وصفت النقابة الأزمة. يقول أحد المعلمين: "نعلِّم أجيال المستقبل بينما ننهار من الجوع."
لقد تركت الحرب اليمنية التي دخلت عامها العاشر ندوباً لا تمحى على قطاع التعليم، بسبب انهيار العملة وتوقف الإيرادات النفطية وانقسام المؤسسات الحكومية. كما حدث في العراق وسوريا، فإن التعليم اليمني مهدد بأن يصبح أول ضحايا الحروب. الخبراء في التعليم يحذرون من كارثة تعليمية لا يمكن إصلاحها إن لم تحل الأزمة على الفور.
أطفال يخطون إلى مدارسهم، بانتظار معلميهم الذين تكبلهم قلة الوسائل الأساسية للوصول لعملهم. قد يؤدي إضراب شامل إلى حرمان آلاف الطلاب من إكمال دراستهم. النقابة حذرت بأن "التعليم مشروع وطني لا يمكن الحفاظ عليه دون احترام حقوق المعلم". ومن بين أصوات داعمة لصمود المعلمين وأخرى تطالب بحلول عاجلة، ما زالت الأزمة مستمرة.
أزمة رواتب، إضراب مُعلّق، ومستقبل جيل كامل في خطر. السؤال المطروح الآن هو هل ستتحرك الجهات المعنية قبل انهيار آخر ركائز الدولة؟ الوقت ينفد، والعمل العاجل هو السبيل الوحيد للحفاظ على التعليم. إذا سقط التعليم، فماذا سيبقى من اليمن؟