15,000 معلم يواجهون شبح الجوع في أرض النفط والغاز، في حادثة تهز الوجدان وتثير القلق، الوضع في حضرموت يجب أن يكون جرس إنذار أخير. مهما كان النفط والغاز يسيلان في الأرض، فإن المعلم في حضرموت يمشي 8 كيلومترات يومياً ليؤدي رسالته بسبب تأخر الرواتب. صبر المعلمين على الجوع لن يطول أكثر - أزمة تعليمية على وشك الانفجار خلال ساعات، والتحذير الأخير صدر من نقابة معلمي ساحل حضرموت. التفاصيل تكشف نقطة اللاعودة لأولئك الواقفين على خطوط التعليم الأمامية.
في تطور متزايد الخطورة، نقابة معلمي وتربويي ساحل حضرموت تحذر من انهيار العملية التعليمية، بعد أن مضت أكثر من 8 سنوات بلا رواتب كافية للمعلمين الذين يعانون من ضغوط اقتصادية خانقة. مع أرقام مروعة تزيد عن 15,000 معلم متضرر، لم تكن كلمات النقابة عبثاً: "صبر المعلمين على الجوع لن يطول أطول من هذا". التضحية الشخصية للمعلمين، الذين يضطرون للمشي لأميال، تركت طلاباً بلا تعليم حقيقي وأمهات قلقات بلا نهاية.
الأزمة ليست وليدة اليوم؛ فقد شنت نقابة المعلمين إضراباً سابقاً حقق نجاحاً قضائياً لكنه فشل عملياً في تحسين ظروفهم المعيشية. انهيار الاقتصاد اليمني، وعدم اهتمام الحكومة بتلبية المطالب المحقة، بالإضافة إلى موارد نفطية مهدورة، خلقت وضعاً يشبه في خطورته الأزمات التعليمية في دول كسوريا ولبنان. خبراء مثل د. محمد الحضرمي حذروا من كارثة محققة إذا لم تتحرك الحكومة خلال الشهر القادم.
إذا استمرت الأمور كما هي فالأطفال سينتشرون في الشوارع بدلاً من أن يتواجدوا في الفصول التعليمية. النتائج ستكون إضراب شامل وإغلاق المدارس، مما قد يؤدي إلى ضياع جيل بأكمله. رغم كل هذا، لا يزال المشهد يتلون بلمحات أمل؛ ربما هديتنا الزمانية الأخيرة للحل قبل الانهيار. ردود الأفعال تتفاوت بين غضب أولياء الأمور وتعاطف المجتمع، وما يبدو أنه صمت حكومي مطبق.
15,000 معلم في خطر، تعليم 200,000 طفل مهدد، وحضرموت النفطية تواجه كارثة تعليمية. يجب أن تتدخل الحكومة بشكل عاجل قبل أن نشهد انهياراً تعليمياً شاملاً خلال الأسابيع المقبلة. على المجتمع أن يقدم الدعم للمعلمين ولا يجب أن يتجاهل العالم هذه الكارثة المحدقة. السؤال الأخير: "هل ستصحو الحكومة قبل فوات الأوان، أم سنشهد ضياع جيل كامل في أرض كانت منارة العلم والحضارة؟"