8 سنوات من العمل بلا راتب مناسب - هذا ما يعيشه آلاف المعلمين في حضرموت اليوم، في أزمة تعليمية تكاد تدفع بالنظام التعليمي الكامل إلى هاوية الانهيار. معلمون يبيعون ممتلكاتهم لشراء وقود الوصول لمدارسهم، وأصوات استغاثة تصدح من كل زاوية مع التحذير من ضرورة الحل قبل فوات الأوان.
نقابة معلمي وتربويي ساحل حضرموت خرجت عن صمتها محذرة بأن صبر المعلمين على الجوع لن يطول، مع تداعيات تبدأ في تعذر المعلمين الوصول لمدارسهم، وتأثير مباشر على فهم واستمرارية الطلاب للدروس. "إنها مسألة لا يمكن احتمالها"، تعبير من قيادات النقابة عن تدهور جودة التعليم بفعل استمرار الأزمة.
كجزء من السياق العام، يمتزج غياب الرواتب مع أزمات اقتصادية عاصفة بالبلاد، إذ أن السوابق تضمنت إضرابات للمطالب النقابية وسط حكم قضائي جديد غير كافٍ للتحرك نحو حلول جذرية. التاريخ يُعيد نفسه، مع مقارنة واضحة بالأزمات التعليمية العالمية التي تشير إلى أن المآذن عادة ما تسبق السقوط.
مع انتشار مشاهد طلاب بلا تعليم وأمهات يضطررن لترك العمل لمتابعة أبنائهن، يتنامى خطر ملموس لهجرة المعلمين للقطاع الخاص، وازدياد نسبة الأمية وتراجع مستوى التعليم في البلاد. تظل الحاجة ملحّة للتدخل العاجل لمنع الانهيار الشامل.
في ختام هذا التحليل الشامل، يبقى السؤال الصارخ: هل سنترك جيلاً كاملاً يدفع ثمن إهمالنا للتعليم؟ دعوة باتجاه حل عاجل من السلطات والمجتمع، وإلى متى ننتظر لإنقاذ المنظومة ومن يمثلون مستقبلنا الأكاديمي؟