"في الوقت الذي يموت فيه طفل يمني كل 10 دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، وصلت 53,899 أمبولة صغيرة اليوم إلى عدن تحمل أملاً أكبر من حجمها بمليون مرة." سباق مع الزمن لإنقاذ آلاف الأطفال قبل تفشي وباء جديد في اليمن. أمل، إنقاذ، معجزة تلوح في الأفق مع وصول هذه اللقاحات.
هبطت طائرة الأمل على مدرج مطار عدن الدولي محملة بـ 53,899 أمبولة من لقاحات الحصبة، في مشهد وصفه العاملون بأنه "مطر الرحمة بعد طول جفاف". "تمثل الأمل للأطفال اليمنيين"، هكذا وصفتها منظمة الصحة العالمية. انتشرت أنباء وصول اللقاحات كالبلسم على قلوب الأمهات اليمنيات اللواتي فقدن الأمل في حماية أطفالهن من الأمراض الفتاكة.
منذ اندلاع الحرب في 2014، انهار النظام الصحي اليمني، وتوقفت برامج التطعيم الروتينية، مما فتح الباب أمام عودة أمراض كانت تحت السيطرة. كما حدث في وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من مليون يمني، تهدد الحصبة الآن بكارثة مماثلة. يحذر الأطباء من أن التأخير أكثر قد يؤدي لتفشي وبائي لا يمكن السيطرة عليه.
ستتمكن الأمهات أخيراً من النوم بهدوء دون خوف من إصابة أطفالهن بالحصبة المميتة. مع انخفاض حالات الإصابة المتوقع خلال شهرين وعودة الثقة في النظام الصحي، تتزايد فرص قدوم المزيد من المساعدات الطبية. لكن هناك تحذيرات ضرورية: لابد من الإسراع في التطعيم قبل انتهاء صلاحية اللقاحات.
53,899 أمبولة وصلت، لكن ملايين الأطفال ما زالوا ينتظرون. هذه الشحنة بداية الطريق، وليست النهاية. على المجتمع الدولي مضاعفة الجهود لإنقاذ جيل كامل من الأطفال اليمنيين. هل سنشهد وصول المزيد من شحنات الأمل قبل فوات الأوان؟