28 شهيداً و77 جريحاً في يوم واحد - هكذا كسر الاحتلال الهدنة، حيث 41 يوماً من الهدوء النسبي تبخرت في ساعات قليلة من القصف الإسرائيلي. في اللحظة التي تقرأ فيها هذا الخبر، قد تكون طائرات إسرائيلية تقصف أهدافاً جديدة. إنها مجزرة تتمثل في انتهاك صارخ ودماء بريئة وخرق فاضح، مما يزيد من المأساة الإنسانية.
بدأت الحكاية بقصف إسرائيلي مكثف استهدف مناطق مدنية في غزة وخان يونس، مما أسفر عن 28 شهيداً و77 جريحاً، في اليوم الـ41 من الهدنة. وذكرت مصادر مستشفيات غزة "الوضع كارثي والأرقام قابلة للارتفاع". عادت موجات الرعب إلى الأسر الفلسطينية، وتحطمت آمالهم في السلام داخل جدران من الدخان والدمار. حكاية "أحمد العائلة"، أب لثلاثة أطفال استشهد في القصف، جامعة للوجع الفلسطيني المستمر.
وعلى صعيد آخر، كان الماء يكدّر السماء بسبب اقتحامات موسعة للضفة الغربية. خلال الليلة نفسها، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات واعتقالات واسعة في مدن جنين وطوباس وطولكرم ونابلس وبيت لحم. تضمنت الخطة الأمنية لاستهداف الشبان، واعتقالهم انفصالاً عن هدنة كان من المفترض أن تحول دون مثل هذه الأفعال. وفقاً لـ"د. عبدالله المحلل"، فإن النمط المتكرر من الخرق لا يبشر بسلام حقيقي.
تأثير انهيار الهدنة على الحياة اليومية للفلسطينيين عميق؛ الخوف والهلع أصبحا من روتين حياتهم. السيناريو الذي يتوقعه الخبراء هو تصعيد محتمل يدفع إليه الاحتلال. ومع استمرار رفض الفلسطينيين للادعاءات الإسرائيلية، تتسع رقعة الإدانات العربية والدولية، داعية إلى ضرورة التحرك الدولي السريع لوقف التصعيد. من شأنه أن يكون "فاطمة الجارة" شاهداً على القصف: "سمعنا دوي انفجارات مرعبة هزت البيوت".
الكلمة الفصل تقع الآن على المجتمع الدولي؛ انتهاك إسرائيلي صارخ للهدنة خلّف ضحايا أبرياء، ومصير الهدنة معلق بخيط رفيع وسط التصعيد المتواصل. ضرورة الضغط الدولي باتت ملحة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. السؤال الذي يواكب هذا التطور هو "هل ستصمت الأصوات الدولية أمام هذا الانتهاك الصارخ، أم ستتحرك لحماية الأبرياء؟"
