30 عامًا من الحكم في السودان، عقود من القمع في سوريا، أجيال كاملة عاشت تحت أنظمة زائفة. بينما صُور سجن صيدنايا لا تزال محفورة في الذاكرة، تكشف الحقيقة المذهلة أن الأنظمة العربية لم تسقط بسبب الثورات بل لأن الثورات كشفت أنها سقطت منذ عقود. خطر إعادة إنتاج الأنظمة الفاشلة ما زال قائماً. المزيد من التفاصيل في السطور التالية.
كشف تحليل علمي جديد أن مفهوم "الاستقرار" تحت الحكم الاستبدادي العربي كان مجرد وهم. الأنظمة كانت قائمة على "الامتثال مقابل البقاء" وعلى إدارة دول بسلطات صفر مؤسسات حقيقية. خبراء السياسة يرون أن القمع والممارسات الفاسدة قادت إلى تآكل الهيكل المؤسسي للأمم. مثلما يصفها البعض بـ"دولة الشحاتة"، مصارفها ممتلئة لكنها مليئة بالفساد.
على مدى عقود، اعتمدت الأنظمة على القمع الأمني، مما أحدث خللاً كبيراً داخل مؤسسات الدولة. الأسباب تعود إلى تركز السلطة في أيدي فردية وغياب الملاءمة والمساءلة. هذا الحال يربطه كثيرون بقصة "عصا سليمان المتآكلة" والتي تسند جثة ميتة، إذ الاستقرار الحقيقي يُقاس بقوة المؤسسات لا بصمت الشوارع.
في ظل تلك الأنظمة، عاش المواطن معادلة الذل: خدمات أساسية لكن مقابلاً للصمت والامتثال. التغيير المستقبلي يتطلب إعادة بناء مؤسسات حقيقة تعيد الأمل للناس. بينما يحذر الخبراء من مغبة الوقوع في نفس الفخ مرة أخرى من خلال تجاهل دروس الماضي أو تكرار الأزمة.
الثورات لم تكن سبباً في الانهيار ولكنها كشفت عن أن النظام كان متهالكاً في الأساس. بينما يُختتم بالقول: "هل سنتعلم من التاريخ أم سنكرر الأخطاء؟ الخيار بين أيدينا الآن."