في يوم واحد.. إتلاف 4100 قطعة متفجرة تكفي لقتل مدينة كاملة، في عملية إنقاذ حقيقية، حيث تمكن مشروع "مسام" من تحويل كل خطوة في باب المندب من فخ قاتل إلى ممر آمن، في مواجهة أحد أخطر التحديات الأمنية لممرات الملاحة الدولية. وبينما يسابق المشروع الزمن ضد آلاف الأرواح المهددة، يرتفع صوت التفاؤل ببزوغ فجر جديد لهذه المنطقة الاستراتيجية.
في عملية دقيقة استغرقت ساعات، تمكن فريق المهمات الخاصة في مشروع "مسام" من تطهير منطقة باب المندب لأكثر من 4100 قطعة متفجرة تهدد حياة 100,000 مدني. حيث أوضح المهندس أديب رجب: "هذه العمليات محورية في الحد من المخاطر التي تهدد حياة المدنيين", مما يؤكد على الأهمية الحاسمة لهذه التدخلات. وروت فاطمة محمد قصة فقدان ساقها بينما كانت تجمع الحطب، لتظل شاهدة على خطر هذه الألغام القاتلة.
منذ بداية الصراع اليمني، زرعت جماعة الحوثي آلاف الألغام في أنحاء مختلفة، مستغلة الموقع الحيوي لباب المندب في التأثير على التجارة الدولية. وتمامًا كما حررت أوروبا من ألغام الحرب العالمية الثانية، يسعى مشروع "مسام" إلى تحرير اليمن من ألغام الحرب الحديثة، لكن الخبراء يقدرون أن عملية التطهير الكامل قد تستغرق عقداً بالكامل إذا لم تتسرع الجهود الدولية في المساعدة.
يشكل النجاح الأخير في تطهير باب المندب بداية لعودة الحياة الطبيعية للمنطقة. يمكن للأطفال الآن اللعب دون خوف، والصيادون العودة لبحورهم، والأمهات المشي بأمان. ومع ذلك، لا يزال هناك قلق من وجود ألغام مخفية تنتظر أن يتم اكتشافها، لذا فإن الفرصة سانحة للاستثمار في إعادة إعمار المنطقة وجذب الدعم الدولي لتسريع عمليات النزع.
4100 قطعة متفجرة أقل، وحياة آلاف الأبرياء أكثر أماناً، ولكن الطريق طويل أمام تطهير اليمن بالكامل. "الدعم الدولي ضروري لتسريع عمليات نزع الألغام وإنقاذ المزيد من الأرواح"، فكل يوم يؤجل فيه الحل يمثل تهديدًا جديداً. كم من الوقت سنحتاج لنجعل كل شبر في اليمن آمناً لأطفالنا؟