في تطور صاعق يعيد إحياء تاريخ منسي، يُفتتح معرض جديد في فرنسا يعرض كنوز أثرية من اليمن تعود لأكثر من 2000 عام، مسلطاً الضوء على الأهمية التاريخية والروابط العريقة بين عدن ومرسيليا. هذه الفرصة النادرة تتيح للزوار اكتشاف تراث مهدد قد يختفي للأبد.
يقام المعرض في مركز لا فييّ شارتيه بمرسيليا، ويستمر لأكثر من 4 أشهر، حيث يقدم قطعاً أثرية نادرة بالتعاون مع متاحف عالمية مثل متحف اللوفر. يُعرض خلاله قطع أثرية عمرها 2000+ سنة، ومن ضمنها لوحة "شاربة القهوة" وقطع يمنية قديمة. "التراث اليمني في صلب اهتمامات المعرض... قطع ذات قيمة استثنائية"، هكذا علق أحد المنظمين. الحدث يهدف إلى إحياء ذكريات الجالية اليمنية وتعريف العالم بحضارة عريقة مهددة. أحمد الحضرمي، من خلفية تجارية أصيلة في عدن، شعر بالفخر لرؤية تراث أجداده معروضاً في أجواء فنية راقية.
تعود روابط اليمن بفرنسا إلى قرون مضت مع بدء تجارة البن والتوابل، حيث افتتحت قناة السويس لتبدأ الهجرات اليمنية إلى أوروبا. مثلما كان طريق الحرير يربط الحضارات، كانت طرق تجارة عدن البحرية تصل بين العوالم المختلفة. الخبراء يتوقعون أن يوثق هذا المعرض قصص هامة للهجرة والتجارة، مشددين على أهمية الحفاظ على هذا التراث.
المعرض يحتوي على الكثير ليقدمه للزوار، من تعزيز الفخر بالهوية اليمنية إلى إلهام الفنانين المعاصرين بأعمال جديدة. من المتوقع أن يزيد من الوعي بالتراث اليمني ويحفز مشاريع تعاون ثقافي مستقبلية. مع وجود اهتمام ملحوظ من الخبراء وحنين الجالية اليمنية، يبدو أن هناك فرصة مربحة للاستثمار الثقافي يمكن اغتنامها، رغم المخاطر من فقدان المزيد من التراث بسبب النزاعات المستمرة.
معرض لا يُفوت يكشف عن كنوز حضارة عريقة ويوثق روابط تاريخية مهمة بين اليمن وفرنسا. يتطلع القائمون على المعرض إلى المستقبل بأمل في حماية التراث المهدد وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب. زيارة المعرض تجربة يجب على كل مهتم بالفن والثقافة الاستفادة منها، ودعم مشاريع الحفاظ على التراث هو مسؤولية مشتركة. السؤال النهائي: "هل سننجح في حماية ما تبقى من تراثنا قبل فوات الأوان؟"