10.76 مليون طفل يمني يعيشون بلا صحة نفسية - رقم أكبر من عدد سكان بلجيكا بأكملها! إن كل دقيقة تمر دون تدخل تعني 20 طفلاً إضافياً يغرق في بحر الصدمات النفسية. ومع الحرب التي تستمر منذ عقد كامل، يواجه جيل يمني كامل خطر فقدان طفولته إلى الأبد. طفل ولد مع بداية الحرب اليمنية يبلغ اليوم 10 سنوات ولم يعرف يوماً واحداً من السلام. ما الذي ينتظر هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في كارثة إنسانية تهدد مستقبلهم؟
في مشهد مؤلم من واقع 10.76 مليون طفل يمني، يروي والد محمد، الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، لكاميرات قناة بلقيس، كيف تحولت حياته إلى كابوس بسبب الحرب. "منذ ذلك الحين، غرس الخوف والرعب في قلب الطفل الصغير"، هكذا وصف أب محمد أثر القصف الإسرائيلي في مايو الماضي. الأطفال في اليمن الآن كائنات مرعوبة، تخشى حتى أصوات المطر.
بدأت حرب دامية في اليمن أواخر 2014، لتزيل كل مقومات الحياة الطبيعية في بلد كان يوماً واحة للاستقرار. القصف المستمر والانهيار الاقتصادي والفقر المدقع أصبحت تفاصيل يومية في حياة اليمنيين. ومع استمرار الأزمة، يحذر الخبراء من انهيار نفسي جماعي سيؤثر على أجيال المستقبل. هل يمكن تجنب المصير الذي حل بأطفال الحرب العالمية الثانية؟
تخيل جيل بأسره غير قادر على النوم، يرسم الحروب وينتظر الانفجارات بين حين وآخر. هذا هو الواقع المرير الذي يكابده أطفال اليمن اليوم. فهل من بقايا أمل يمكن إنقاذها؟ إن التحذيرات من خبراء الصحة النفسية تؤكد على ضرورة التدخل الفوري لإنقاذ هذا الجيل من كارثة محتملة. إن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني مواصلة المعاناة لجيل بعد جيل، وتحول الأمل إلى سراب.
اليوم، نقف عند مفترق طرق: 10 ملايين طفل في خطر، وأزمة نفسية جماعية تهدد مستقبل اليمن. إن القرار بين يدي المجتمع الدولي؛ إما نعطي هؤلاء الأطفال فرصة لإعادة بناء حياتهم، أو نتركهم يغرقون في ظلام الحرب. تبرعوا، ادعموا، اضغطوا على الحكومات لوقف هذه المأساة فوراً. السؤال الذي يطرح نفسه: "إذا لم ننقذ أطفال اليمن اليوم، فمن سينقذ مستقبل اليمن غداً؟"
