هل ينجح الانتقالي في نقل الفوضى من عدن إلى حضرموت؟
في أقل من 48 ساعة، تحولت حضرموت من واحة أمان إلى بؤرة صراع جديدة حيث المحافظة التي تجنبت الحرب لعقد كامل تسقط في براثن الفوضى خلال أسابيع. كل ساعة تمر دون تدخل دولي تعني سقوط حضرموت أعمق في مستنقع الصراع.
اعتداءات قوات الدعم الأمني على المدنيين في حضرموت وسط صمت حكومي كانت بمثابة ضربة صاعقة لسكان المحافظة. 3000 شهيد حضرمي قدموا حياتهم لتحرير الجنوب مقابل خيانة القيادات الحالية، فيما الآلاف من العاطلين الحضارم يشعرون بالتجاهل والتهميش.
يقول الصحفي عبدالجبار الجريري: "أظن أن الفشل الذريع الذي أبداه المجلس الرئاسي في معالجة الوضع في حضرموت، أدى إلى تدهور الأوضاع الأمنية بهذا الشكل". يضيف حسين بن عبيدالله، "نتمنى ألا ينجر المجتمع الحضرمي إلى فتنة جديدة تفيد أجندات تتعارض مع مصالحه".
عقد من الاستقرار النسبي في حضرموت يتلاشى أمام المصالح الخارجية والتنافس الإقليمي. التوقعات تشير إلى تحول المحافظة إلى صومال جديد إذا لم يتم تدارك الأوضاع سريعًا. تكرار مأساة عدن وسقطرى يبدو أقرب من أي وقت مضى.
بينما يُشاهد المدنيون في حضرموت إرهاب الحرب يؤثر على حياتهم اليومية، فإن النتائج المتوقعة قد تشمل تقسيماً للمحافظة ونشوء ميليشيات محلية تهدد بتدمير الاقتصاد المحلي. تأتي هذه الأحداث وسط غضب شعبي وصمت حكومي ورضا إقليمي.
حضرموت تدفع ثمن صراع لا تملكه بدماء أبنائها الأبرياء. إما تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو مواجهة السقوط في هاوية الحرب الأهلية، وربما يشهد العالم سقوط آخر معاقل الاستقرار في اليمن دون تحرك حاسم؟