كل 8 ساعات يفقد اليمن أحد أبنائه في حادث سير بالخارج، في تطور مأساوي وملتهب تجسد في واقعة وفاة شاب يمني بالرياض، يُحكى عن قصة آلاف الأميال التي قطعها بحثاً عن لقمة عيش ليواجه نهايته على بعد دقائق فقط من مقر عمله. وبينما تقرأ الآن، هناك قلب أم يتحرق انتظاراً لمكالمة من ابنها الذي لن يعود أبداً.
في لحظة واحدة، تحطمت أحلام عائلة يمنية كاملة، عندما تلقت نبأ وفاة ابنها في حادث سير في الرياض. الجالية اليمنية هناك، بأكثر من 2.5 مليون فرد، يواجهون نفس المخاطر اليومية، وكأن الطرق قد باتت تغوي أرواحهم. 'كأن الطريق يأخذ أغلى ما لدينا'، يقول أحد أفراد الجالية واصفاً وقع الحزن الذي انتشر كالنار في الهشيم بينهم.
المآسي تتكرر وتضرب قلوب الأسر اليمنية بمثل هذه الفاجعات بعيداً عن الوطن. ضغوط العمل وكثافة المرور تستمر في زيادة مخاطر الحوادث، وليست هذه المرة الأولى التي تفجع فيها عائلة بخسارة ابنها على طرقات المهجر. يحذر الخبراء من ازدياد معدلات الحوادث، وضرورة تعزيز الحذر والالتزام بقوانين المرور.
تثير هذه الحوادث مشاعر القلق والاضطراب بين الأهالي على أبنائهم العاملين في الخارج. من المتوقع أن تعلو أصوات الجالية للمطالبة بتحسين ظروف السلامة والأمان. ردود الأفعال تتراوح بين الحزن والغضب والمطالبة باتخاذ خطوات حاسمة في تعزيز حماية الأرواح البريئة.
مرة أخرى، يراه الوطن شهيداً للرزق المشروع، ويضل السؤال قائماً: كم شاباً يمنياً سنتحسر لفقده قبل أن نتحرك؟ على المسؤولين اتخاذ إجراءات فورية لحماية المغتربين، إذ إن تحسين ظروف السلامة يجب ألا يقف عند القوانين، فالأمان حياة.