تريليون دولار! رقم يفوق اقتصاد دول بأكملها. لأول مرة منذ 7 سنوات، يعود ولي العهد السعودي للبيت الأبيض ليوقع أكبر صفقة دفاعية في التاريخ. في 24 ساعة فقط، تغيرت موازين القوى في أهم منطقة نفطية بالعالم. في تطور تاريخي مصيري، يبزغ فجر علاقات جديدة تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة.
خلال زيارة تاريخية للبيت الأبيض، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفاقية دفاعية توصف بأنها الأضخم في التاريخ، حاصلة على قيمة تصل إلى تريليون دولار في الاستثمارات والتعاون العسكري. "نرفع تعاوننا العسكري إلى مستويات أعلى"، قال ترامب، في إشارة إلى تحويل السعودية إلى "حليف رئيسي من خارج حلف الناتو". وتتمثل الاتفاقية في تعزيز الشراكة الدفاعية التي تمتد لـ80 عاماً، وتشمل تزويد السعودية بـ300 دبابة أمريكية، مما أوجد صدمة في العواصم الإقليمية.
لطالما كانت السعودية شريكاً عسكرياً للولايات المتحدة على مدار عقود، ولكن التوترات الإقليمية والحاجة لتقنيات متقدمة شكلتا ركيزة هذه الاتفاقية الاستراتيجية، في ظل تحديات تعود للعلاقات مع إيران والصين. هذا التحالف يُقارَن بتحالفات الحرب الباردة التاريخية، حيث يتوقع الخبراء إعادة تشكيل المشهد الإقليمي بشكل ملحوظ.
يمتد تأثير هذا التحول إلى الحياة اليومية لكل من المواطنين السعوديين والأمريكيين، حيث يؤثر على أسعار النفط وأسواق المال العالمية. ومع تسارع وتيرة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، تبرز فرص استثمارية ضخمة لكنهُ من غير الممكن تجاهل تحذيرات من سباق تسلح محتمل. ترحيب سعودي أمريكي وفرح المستثمرين، يقابلهم قلق إيراني وترقُب إقليمي.
اتفاقية تاريخية بقيمة تريليون دولار تعيد تشكيل المنطقة بوجود شرق أوسط جديد بتوازنات قوى مختلفة. من الضروري متابعة التطورات العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد والاستقرار. يبقى السؤال: هل نشهد بداية حقبة جديدة من الهيمنة السعودية-الأمريكية، أم بداية سباق تسلح مدمر؟
