في حادثة هزت الأركان التعليمية والإنسانية في اليمن، بقي مدير مدرسة الشيماء للبنات مختفياً قسرياً لأسبوعين كاملين، ضحية لمؤامرة قاسية بسبب خلاف بسيط نشب بين طالبتين. مليشيا الحوثي، باستغلالها لسيطرتها المفرطة، حولت مدرسة البنات إلى ثكنة عسكرية وسط تحذيرات بأن أي يوم تأخير في إنقاذ المدير المقتول قد يؤدي إلى فقدان مؤسسة تعليمية أخرى تحت رحمة المليشيات. الأمل يضيع مع كل يوم يستمر فيه هذا الوضع المأساوي.
مداهمة صاخبة وقعت في مدرسة الشيماء حين اقتحمت عناصر الحوثي مبناها، حيث تعرض مديرها يحيى الطهيف لضرب مبرح أمام مرأى الطالبات وصرخاتهن المذعورة. تم اختطافه بعد ذهابه إلى منزله بأسبوعين من الاختفاء، وسط دعم أمني من قبل المليشيا إثر شكاية قدمها إلى إدارة التربية. "المليشيا تسعى لاستبداله بقيادي عقائدي"، وفقاً لمصادر محلية، مما أثار الرعب في قلوب المجتمع التعليمي.
بدأت القصة من خلاف بسيط بين طالبتين، لكن انحراف الأحداث جرى بسبب نفوذ "المسيرة القرآنية" واستغلالهم لأي فرصة لقمع الأصوات المعارضة في المدارس. يؤكد الخبراء أن هذا النهج التعسفي ليس جديداً، إذ قامت عناصر الحوثي بتنفيذ خطط مماثلة سابقاً ضد المدارس لفرض سيطرتها وثقافتها الخاصة. والتوقعات تتوالى بحدوث تدهور أكبر في نظام التعليم، وربما تتسبب في فرار المعلمين وحرمان جيل كامل من التعليم النزيه.
مع الأوضاع الحالية، يزداد خوف أولياء الأمور من إرسال أطفالهم للمدارس، في حين تقترب جودة التعليم من الانهيار في ظل تلك الأوضاع المضطربة. يؤكد المراقبون أن التدخل الدولي الفوري أصبح ضرورياً لحماية التعليم من الانتهاكات المتزايدة، بينما ردود الأفعال تشمل حالة من الغضب العارم بين السكان المحليين والقلق من المجتمع الدولي، مقابل الصمت الرسمي الذي لا يزال ساريًا.
في ضوء هذه الأحداث، يمكننا تلخيص الوضع بوصفه أزمة تعليمية تمس مستقبل اليمن جملةً وتفصيلاً. إذا لم يتدخل العالم لإنقاذ ما تبقى من المنظومة التعليمية في البلاد، فقد نجد أنفسنا أمام جيل كامل ضائع في ظلمات الجهل. السؤال يبقى، كم من مدير سيختطف قبل أن يتحرك العالم لحماية التعليم في اليمن؟ الوقت ينفد، والتحرك مطلوب الآن.