أكثر من 23 مدرسة يمنية تفقد هويتها الإسلامية في 4 سنوات، في عملية تجريف لم يعرف لها التاريخ اليمني مثيلاً، حيث تم استبدال اسم نشوان الحميري، عالم القرن السادس الهجري، بطفل عمره 12 سنة! كل يوم يمر، جيل كامل يفقد جذوره التاريخية إلى الأبد. هذا ما يحدث الآن في المناطق الواقعة تحت السيطرة الحوثية، حيث تُمحي الأسماء الأصيلة، لتحل محلها أسماء ذات طابع طائفي.
تحت شعار "مسميات تتناسب مع ثقافتنا القرآنية وهويتنا الإيمانية"، تنفذ الجماعة الحوثية حملة منظمة لتغيير أسماء المدارس في المناطق التي تسيطر عليها. هذه الحملة استهدفت حتى الآن 14 مدرسة في ريمة، و9 مدارس في عمران، في إجراءات شبه يومية منذ عام 2020. يقول محمود أحمد النهاري مدير التعليم في ريمة: "هذا التغيير يعكس هويتنا الجديدة". بينما يعيش الطلاب في حالة من الحيرة، والمعلمون في انكسار، والأهالي في غضب مكتوم.
إن هذه الحملة تستند إلى صراع تاريخي بين الفكر الإمامي والرموز الوطنية المستقلة. السيطرة العسكرية واستغلال المؤسسات التعليمية لخدمة الأجندة الطائفية هي الأسباب الرئيسية لهذه التغييرات، والتي تعيد للأذهان ما فعله الشيوعيون في الاتحاد السوفييتي بتغيير الأسماء التاريخية. تحذيرات الخبراء تتوالى من خطر طمس الذاكرة الجماعية وفقدان جيل كامل لهويته التاريخية.
التأثير اليومي واضح: الأطفال مرتبكون، العائلات تدخل في صراعات حول التعليم الأنسب، والآباء يعيشون في قلق مستمر حول مستقبل أبنائهم. النتائج المتوقعة لهذا السيناريو تشمل جيلاً منقطعاً عن تاريخه وانتشار الفكر الطائفي. ومع ذلك، فإن التحذيرات والفرص تتنافس؛ هناك حاجة ماسة لتوثيق هذه الانتهاكات وتسليط الضوء عليها للعالم الخارجي، لتحفيز المجتمع الدولي على التدخل.
في ختام الأمر، تتلاشى هوية اليمن الإسلامية تحت وقع قرارات حوثية طمست ذاكرة، وانتُهكت أسماء كانت راسخة في القلوب. هل سنترك جيلاً كاملاً ينشأ مقطوع الجذور من تاريخه المجيد؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نتوقف عنده بقوة، داعين لزيادة الوعي والعمل على الحفاظ على الموروث الثقافي الأصيل.