لأول مرة منذ 7 سنوات كاملة، تطأ قدم وزير بريطاني الأراضي اليمنية، في لقاء استغرق ساعات قليلة، قد تتغير معادلات الصراع في أهم ممر ملاحي عالمي. بينما تتصاعد التهديدات الحوثية للشحن الدولي، يسابق الزمن لإنقاذ الاقتصاد اليمني، وسط اجتماع حاسم في قصر معاشيق. إليكم التفاصيل المثيرة.
استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ومعه عضو المجلس عبدالله العليمي، اليوم الثلاثاء، في قصر معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيمش فالوكير، في أول زيارة لوزير بريطاني إلى البلاد منذ نحو سبع سنوات. وفق ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
تطرق اللقاء إلى العلاقات الثنائية والمستجدات المحلية، والجهود الدولية لحماية الممرات الملاحية، مناقشة انتهاكات جماعة الحوثي وتهديداتها العابرة للحدود. وبحسب الوكالة، أشاد الرئيس العليمي بالدعم البريطاني لخطة الاستجابة الإنسانية وبرامج تأهيل خفر السواحل، ودور المملكة المتحدة في مجلس الأمن دعماً للقضية اليمنية.
آخر زيارة وزارية بريطانية كانت في عام 2017 وسط تدهور الأوضاع منذ انقلاب الحوثيين عام 2014، ومع تصاعد التهديدات البحرية مؤخراً، بات من الضروري حماية الملاحة الدولية ومواجهة النفوذ الإيراني المتزايد. مقارنة بالزيارات الدبلوماسية للعراق بعد 2003 أو للكويت بعد التحرير 1991 تجعل من هذه الخطوة إشارة قوية على أهمية العودة للانخراط الدولي.
يبدو من اللقاء التاريخي أن هناك تحسن تدريجي في الخدمات بعدن وزيادة في فرص العمل وتحسن في الأمان البحري للصيادين والتجار. التوقعات تشير إلى استئناف برامج التنمية وتشديد العقوبات على الحوثيين. لكن تظل هناك فرصة للاستثمار في القطاعات الآمنة، مع تحذير من تصعيد حوثي محتمل.
تلخص هذه الزيارة التاريخية بعد 7 سنوات من الانقطاع، التركيز على التهديدات البحرية والدعم الاقتصادي، وتؤكد الالتزام البريطاني المتجدد تجاه القضية اليمنية. لكن السؤال الذي يبقى: هل ستكون هذه الزيارة بداية عودة اليمن للخريطة الدولية، أم مجرد محطة عابرة في رحلة طويلة نحو الاستقرار؟
