في مشهد صادم ومربك، يُحتجز 60 موظفاً أممياً في سجون مظلمة بتُهَم التجسس لإسرائيل، وهو ما يدفع بالدبلوماسي الإيطالي فرانشيسكو غالتييري للموافقة على "المهمة المستحيلة" في اليمن، الدولة التي تعتبر أخطر بقاع الأرض بالنسبة للعمل الإنساني. وتؤكد التقارير أن "مع كل يوم تأخير، ملايين اليمنيين يفقدون شريان الحياة الأخير". فهل تكون خبرة غالتييري التي امتدت لعقدين نقطة الإنجاز في ذلك التحدي الأصعب؟ نكشف لك التفاصيل المثيرة في هذا التقرير الحصري.
وسط صراع مميت في اليمن واتهامات بالتجسس ترافق العاملين الأمميين، تولى فرانشيسكو غالتييري مهامه كممثل جديد لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهو مجهز بأكثر من 20 عاماً من الخبرة الدولية، وتمكنه من التحدث بخمس لغات عالمية. "يتمتع بخبرة تزيد عن عقدين في العلاقات الدولية والطوارئ الإنسانية"، يقول أحد المسؤولين. ويعكس مشهد الاحتجاز الجماعي للموظفين الإنسانيين في اليمن تحدياً مرعباً أمام الجميع، يُذكرنا باللحظات التاريخية لسحب المنظمات من مناطق النزاع مثل أفغانستان وسوريا.
منذ بدء الحرب اليمنية في 2015 وتزايد العداء للحكومات الأجنبية، أصبح الوضع في اليمن أكثر تعقيداً مع تصاعد الأزمات الإقليمية كالعداء الحوثي لإسرائيل وتحول العمل الإنساني إلى "عدو للدولة". ويشير د. أحمد العولقي، محلل الشؤون اليمنية، "إلى أن هذا التعيين يمثل رسالة واضحة بأن العالم لن يتخلى عن اليمن".
ومع كل يوم تمر فيه الأزمة بدون حل، فإن ملايين اليمنيين مهددون بفقدان المساعدات الغذائية والطبية. الخيار إما أن ينجح غالتييري في تحقيق اختراق دبلوماسي أو نشهد انهيار كامل للعمل الإنساني. بينما تترقب المجتمعات الدولية والحوثيون ردود الأفعال حول مصير هذه المهمة المصيرية.
في ختام التقرير، لا يزال مصير الشعب اليمني معلقاً بنجاح مهمة غالتييري. من الضروري أن يتدخل الدعم الدولي والضغط على الحوثيين لمنع تدهور الوضع أكثر. يبقى السؤال: "هل سينجح غالتييري حيث فشل غيره، أم ستشهد اليمن نهاية العمل الإنساني الدولي؟"