13 قرناً من الحكم الديمقراطي انتهت بطلقة مدفع واحدة، في تحول تاريخي مذهل، سقطت آخر ديمقراطية إسلامية حقيقية في عُمان عام 1959 بسبب النفط. هذه القصة التي نسيها التاريخ وطمسها النفط تروي كيف تحولت الإمامة الإباضية من ثورة إلى نظام حكم، ثم تلاشت نهائياً. تحتاج للتصرف الآن لفهم ما حصل وتاريخه المجهول علاقة قوية بحاضرنا ومستقبلنا.
في عام 1959، وبعد صراع مسلح نشب بسبب اكتشاف النفط في مناطق نفوذ الإمامة، سقطت آخر إمامة إباضية في عُمان، منهية قروناً من الحكم الديمقراطي التي استمرت لـ13 قرناً. وقد كانت تلك الفترة شهدت أيضاً اختفاء الإمامة لعامين و18 سنة، وانقسام عُمان إلى دولتين على مدى 39 عاماً. كما يشير المؤرخ د. محمد الغافري إلى أن النفط غير معادلات القوى نهائياً.
بدأت القصة تاريخياً بنشأة الإباضية كفرقة معارضة لحكم الوراثي القرشي، حيث رفضوا اشتراط النسب القرشي للخلافة، مما جعلهم في قلب الصراعات الإسلامية الأولى. اكتشاف النفط، بالإضافة إلى التدخل البريطاني، كانت عوامل حاسمة في تغيير مسار الأحداث، مثلما حدث عند سقوط الأندلس وانتهاء الخلافة العثمانية. ويشير الخبراء إلى أن النفط كان العامل الحاسم في تغيير المعادلات في ذلك الوقت.
التحول الذي شهدته عُمان من نظام قبلي تراثي إلى دولة عصرية نفطية يعكس التأثير العميق للأحداث آنذاك. ومع سقوط الإمامة، انتهى نموذج نادر للديمقراطية الإسلامية. وبينما يحذر البعض من استغلال التاريخ سياسيًا، يرى آخرون فرصة للحفاظ على التراث دون السماح بالتلاعب فيه. يظل الانقسام بين من يحن للماضي ومن يؤيد التحديث موضوعًا للجدل.
في النهاية، تلخيص النقاط يشير إلى أن النفط أنهى آخر تجربة ديمقراطية من نوعها، مما يفتح المجال للتساؤل حول كيفية الجمع بين التراث والحداثة. من المهم أن نعمل على الحفاظ على التاريخ كتراث إنساني وليس سلاح سياسي. والسؤال الذي يطرح نفسه: "هل كان سقوط الإمامة ثمناً لا مفر منه للحداثة والوحدة؟"