في وقت تشهد فيه الأزمة اليمنية منعطفاً خطيراً، اختفى الموقع الرسمي للمبعوث الأممي بشكل مريب لمدة 48 ساعة كاملة. في توقيت حساس مع قرارات مجلس الأمن، يبدو أن هذا التوقف المفاجئ يفتح الباب أمام تساؤلات حائرة عن السبب الحقيقي وراء هذا الصمت الرقمي.
اختفاء مفاجئ للموقع تسبب في قطع خط التواصل الوحيد مع الجهود الأممية في اليمن، وبينما كان اليمنيون ومحترفو الشأن العام ينتظرون الوصول إلى المعلومات الرسمية، كل ما واجهوه كان رسالة "الوصول إلى الموقع غير آمن". ويضيف مكتب المبعوث الأممي: "نعمل على إصلاحها في أسرع وقت ممكن". قال د. محمد النجار، خبير الشؤون الدولية: "التوقيت مريب جداً". مثلما يعاني الفرد من صمت لا يطاق عندما ينقطع الاتصال عند الأزمات.
بينما الأزمة اليمنية تتوالى وحلها لا يزال غائباً، القرارات المتعلقة تجددت من قبل مجلس الأمن، والتساؤلات أثيرت مجدداً بعد فشل المبعوث في عقد لقاءات حاسمة مع الرئيس العليمي في الرياض. توقعت المحللون أن "التوقيت يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية"، كما يشبه انقطاع السبل في مواجهة عاصفة مستعرة.
يُشعر اليمنيون، لا سيما المغتربون منهم، بخسارة كبيرة لكونهم فقدوا مصدراً أساسياً للمعلومات، وتنتشر التحذيرات حول ضرورة البحث عن مصادر موثوقة للحصول على البيانات الصحيحة عن الأوضاع. بينما تتفاوت ردود الأفعال بين مصدق للعذر التقني وبين من يرى في الأمر نية مبطنة، فإن التساؤلات تواصل الازدياد حول ما إذا كان الصمت هو الخيار المناسب في هذا الوقت العصيب.
في هذا الزمن الذي تعتمد فيه الدنيا بأسرها على المعلومات الإلكترونية، التوقف الغامض لموقع بهذا الحجم وبهذا التوقيت يثير القلق ويستدعي التفاعلات الحادة لتفادي تداعيات مشابهة في المستقبل. "في زمن المعلومات، هل يمكن أن يكون الصمت مصادفة؟"
