كل يوم، 300 يمني يفقد بيته إلى الأبد، في تطور يمثل كارثة إنسانية متفاقمة بحسب العنوان الصادم. في الوقت الذي تقرأ فيه هذا الخبر، عائلة يمنية أخرى تجمع متاعها للهروب، بعد نزوح مذهل لأكثر من 18 ألف شخص في شهرين فقط. يشير التقرير إلى أن العدد في تصاعد مستمر، مع تحذيرات عاجلة من خبراء.
منذ مطلع العام 2024، اضطر أكثر من 18 ألف يمني لترك منازلهم، معظهم من النساء والأطفال. تشير الأرقام إلى وجود 4.5 مليون نازح إجمالاً، و24 مليون يحتاجون مساعدة عاجلة. "الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم"، هكذا حذر ممثل عن المنظمة الدولية للهجرة، مضيفاً: "عائلات تنام في العراء، أطفال يتسولون في شوارع مكتظة." ممثلة الأزمة في المنطقة، "فاطمة أحمد"، أم لأربعة أطفال، تتحدث عن رحلتها الشاقة: "حملت أطفالي على ظهري، وكل ما أملكه في أكياس بسيطة."
الصراع الدموي في اليمن يجتاز عقده الأول، حيث تتنازع قوات مختلفة للسيطرة على المنطقة. القصف المتواصل وانعدام الأمن الغذائي يشكلان عوامل رئيسية في استمرار النزوح. في تقارير سابقة للأمم المتحدة، وصفت الأزمة بأنها أسوأ كارثة إنسانية منذ 2019، والآن تلوح في الأفق مؤشرات كارثة مع اقتراب فصل الشتاء.
تأثير النزوح يتخلل جميع جوانب الحياة اليومية في اليمن، حيث تواجه المدارس اكتظاظًا، والمستشفيات ضغطًا هائلاً، مع ارتفاع معدلات الجريمة. ردود الفعل الدولية تتباين بين دعوات للمساعدة وانتقادات لبطء الاستجابة. الخبير، د. محمد الشامي، يرى الحاجة لتدخل عاجل، محذرًا من عواقب كارثية أكبر: "بدون مساعدة، نحن نتجه نحو جيل كامل أمي، وانتشار للأمراض."
في ختام هذا التقرير الصادم، يلخص المحللون الوضع بقولهم: أزمة متفاقمة تحتاج تدخلاً عاجلاً إما عبر حل سياسي شامل أو ستواجه المنطقة برمتها مأساة إنسانية غير مسبوقة. سؤال يثير القلق: "كم عائلة يمنية أخرى ستفقد بيتها قبل أن يتحرك العالم؟" حان وقت دعم المنظمات الإغاثية والضغط على الأطراف المتصارعة لوقف القتال، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.