أكثر من 200 قنبلة موقوتة تُنزع يومياً من تحت أقدام الأطفال اليمنيين، في ظل جهود غير مسبوقة، كشف تقرير مشروع مسام عن إنجاز مدهش بتحرير اليمن من 2,890 مادة متفجرة خلال أسبوعين فقط. الطرق والمزارع تعود لأصحابها، ولكن كل ثانية تأخير تعني خطر انفجار قد يقتل طفلاً بريئاً. هذه الأرقام الصاعقة لا تُظهر سوى جزء ضئيل من الحقيقة المذهلة لمساعي الإنقاذ البطولية.
مشروع مسام، في خطوة جريئة وعملية لا تعترف بالمستحيل، كسر المعايير بقيادة فرق إزالة الألغام الميدانية، حيث نزعت 2,890 مادة متفجرة خلال النصف الأول من نوفمبر 2025. غرفة عمليات مسام وصفت في بيانها أن "الأراضي أصبحت آمنة للزراعة والرعي والاستخدام السكني." هذه الإنجازات تتعدى الأرقام، فالعائلات تعود لمنازلها، الأطفال يستطيعون اللعب بحرية، والمزارعون يستعيدون حياة طويلة افتقدوها. وبينما يروي "أحمد العامري" قصته قائلاً إنه فقد ساقه بسبب لغم مضاد للدبابات، يظهر التفاني الحقيقي لسلامة أبناء اليمن.
في خلفية أحداث هذا المشروع العظيمة، نجد الجهود بدأت منتصف 2018، مدفوعة بالدعم السعودي إلى جانب الخبرة التقنية المتقدمة. تأتي هذه المساعي كمبادرة شجاعة تذكر العالم بجهود دولية لتطهير الأرض من الماضي الأليم، حيث يتوقع الخبراء أن "اليمن يحتاج عقوداً لتطهير كامل، لكن النتائج الحالية مشجعة جداً." تذكير بأن هذا التحدي لا ينافسه سوى تلك المحن التاريخية التي عرفها العالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وأصبح الأمان في التنقل داخل اليمن ملموساً، مع فرص جديدة للاستثمار والنمو الاقتصادي. تسارع عمليات إعادة الإعمار، وعودة النازحين، وكل ذلك يثير امتنان السكان وإعجاب الدول المهتمة. لكن لا تزال هناك الحاجة للحذر في المناطق غير المطهرة، وللتحضير للفرص الاستثمارية في المناطق الآمنة. ردود الأفعال المختلفة تكشف عن ارتياح السكان المحليين، بينما تواجه الحكومة انتقادات بسبب بطء العملية.
تحرير نصف مليون مادة متفجرة يفتح آفاقاً جديدة لمستقبل مشرق في اليمن. نظرتنا للمستقبل ترتسم بأمل في بلاد خالية من الألغام، مفعمة بالحياة والتنمية. فهل سيكون للعالم دور أكبر في دعم هذا الإنجاز البشري؟ دعم المشاريع الإنسانية ونشر الوعي ليس ترفاً بل ضرورة لإنقاذ الأرواح في الأيام القادمة.