في 12 نوفمبر، استغرق الأمر 3 رصاصات فقط لتهديد استقرار منطقة ظلت هادئة لسنوات في حضرموت. عندما تعرضت دورية تابعة لقوات الدعم الأمني لكمين مسلح، أثارت الأحداث شغباً على الخطوط الأمامية لصراع النفوذ في اليمن. المنطقة التي شهدت الاشتباك تحتوي على أهم الموانئ والطرق التجارية في الجزيرة العربية. كل ساعة تأخير في حل هذا الصراع قد تعني المزيد من الضحايا والمعتقلين المفقودين. تفاصيل أكثر عن تلك المواجهة المثيرة والقوى المحركة وراءها.
شهد خط غيل بن يمين – العكدة في ساحل حضرموت اشتباكاً عنيفاً، حيث تعرضت دورية لقوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي لهجوم مفاجئ من مجموعة مسلحة. بحسب بيان رسمي، أُصيب ثلاثة أفراد بجروح بليغة وكان هناك العديد من المعتقلين والمفقودين. المنطقة، التي تعج بمئات الآلاف من السكان، شعرت بهذا الهجوم كصدمة مفاجئة. وأشار حلف قبائل حضرموت: "ليست الأولى وتكررت مراراً وتكراراً". الذعر عمّ بين المدنيين، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الأمان واقلاقاً إقليمياً من التصعيد المحتمل.
هذا الاشتباك لا يعدو كونه أحد الأوجه الجديدة للنزاع في حضرموت، حيث تنافس القوات المدعومة إماراتياً مع القوى القبلية التقليدية. التنافس الإقليمي، الرغبة في السيطرة على الموارد، وضعف السلطة المركزية لعبت دوراً أساسيًا في تفاقم الأوضاع. تكرار نمط التوسع العسكري خارج الإجماع المحلي ليس بجديد على المناطق اليمنية. محللون يحذرون من أن الصراع قد يتحول إلى نمط دائم، ما لم تتخذ خطوات سريعة نحو الحل السياسي.
على المستوى اليومي، يشعر المواطنون بقلق متزايد، حيث انخفض النشاط التجاري وأصبحت القيود على الحركة حقيقة واقعة. تشير التوقعات إلى أن الاشتباكات قد تتكرر، في ظل إعادة انتشار عسكري متوقع وتدخل إقليمي محتمل. هناك ضرورة ملحة للحل السريع لتجنب تصعيد أكبر، بينما ترى بعض الفئات الفرصة لإعادة تعريف الأدوار الأمنية.
الصراع في حضرموت ليس مجرد اشتباك أمني، بل هو انعكاس لصراع نفوذ إقليمي وتغيرات في المنطقة. التساؤلات تبرز حول ما إذا كانت حضرموت ستحافظ على استقرارها في مواجهة هذه التحديات أم أنها مقبلة على مرحلة جديدة من الاضطرابات؟ الوقت يداهم، والحاجة ضرورية لتدخل سريع وفعال للأطراف المعنية.