في كل 24 ساعة، يفقد اليمن مواطناً بسبب خطأ طبي كان يمكن تجنبه تحدث مأساة جديدة تكشف عن عمق الأزمة في النظام الصحي اليمني، حيث دخل رجل أربعيني للعلاج ليخرج في نعش بسبب إهمال طبي صادم. الآن وقبل فوات الأوان، النظام الصحي في إب ينهار أمام أعيننا، وسط غضب شعبي وعائلة تطالب بالعدالة ورفع الصوت لإنقاذ الأرواح. لكن ما حصل هنا هذه المرة يفوق مجرد حادثة عابرة - التفاصيل تتكشف الآن، والنظام الصحي كله في خطر.
شهد أحد مستشفيات مدينة إب وفاة مأساوية لمواطن يمني في الأربعينات من عمره نتيجة خطأ طبي قاتل. إن الصدمة اجتاحت المجتمع المحلي، حيث أصبحت هذه الجريمة الصحية حلقة جديدة في سلسلة مأساوية من الأخطاء الطبية المتكررة. الأرقام لا ترحم؛ إذ تشير الدراسات إلى أن 85% من المستشفيات في اليمن تعمل بأقل من قدرتها بكثير، ونقص الكوادر الطبية تجاوز 70%. "النظام الصحي في اليمن على شفا الانهيار الكامل"، قالت منظمة الصحة العالمية في تعقيب على الحادثة. وفي مواجهة هذه الحالة، انعدمت الثقة في المستشفيات الحكومية التي أصبحت كالرصاصة الطائشة.
خلفية هذا الحدث تكشف عن سنوات من تدهور القطاع الصحي اليمني منذ بداية النزاع المسلح عام 2014. الأسباب تتراكم: نقص التمويل، هجرة الأطباء المهرة، ضعف المعدات. ليست هذه أول حالة وفاة بسبب الخطأ الطبي، فقد سبق وأن سجلت حوادث مشابهة في محافظات أخرى، مما أدى إلى تقارير دولية تحذر من انهيار النظام الصحي بالكامل خلال العامين القادمين. الوضع الحالي هو تكرار نذير كارثة أكبر.
أما التأثير المباشر فيُرثى له، فالخوف يتعمق بين المواطنين الذين باتوا يترددون في طلب العلاج داخل المستشفيات، بينما تزداد الاعتمادات على العلاج التقليدي. ستكون النتائج المقبلة مزيداً من الوفيات التي كان يمكن تفاديها، واستمراراً لمعاناة المرضى، ما لم يحدث تدخل عاجل. ومع حالة الغضب الشعبي التي تتفاقم، وردود الأفعال التي تتراوَح بين التعاطف والمطالبة بالمحاسبة، يتحد الأمل في إصلاح النظام الصحي مع الخوف من أن يكون متأخراً جداً لإنقاذ الوضع الراهن.
وفاة مأساوية كتلك التي شهدتها إب اليوم، تكشف بوضوح عمق أزمة النظام الصحي في اليمن، والتحديات هائلة أمام السلطات المحلية والمجتمع الدولي. النظام الصحي يواجه خطر الانهيار الكامل ما لم تُتخذ إجراءات جادة وفورية لإنقاذه. السؤال المُلِح الذي يَطرح نفسه: كم من الأرواح البريئة سنفقد قبل أن نتحرك لإنقاذ نظامنا الصحي المنهار؟ دعوة عاجلة لكل الجهات الدولية والمحلية للعمل على تحسين الأوضاع قبل فوات الأوان.
