في تطور مثير، قام رجل الأعمال عبده محمد علي منقذة بكسر الصمت الطويل الذي خيم على ملعب الكبسي في إب، حيث تولى تمويل مشروع تعشيب الملعب بعد تراجع مليشيا الحوثي عن تنفيذ وعودها السابقة. بعد 15 شهراً من الوعود الكاذبة، أصبحت إب على مشارف نهضة رياضية لم تشهدها منذ 9 سنوات، إذ يمثل هذا المشروع شعلة الأمل الأخيرة لإنقاذ رياضة تحتضر في اليمن.
اتخذ عبده منقذة قراراً جريئاً بتولي تمويل المشروع الذي طال انتظاره، حيث تخلت السلطات الحوثية عن المسؤولية رغم إعلانها في أغسطس 2023 عن نيتها التعشيب. علماً أن فكري الحبيشي، نجم الفريق الأول لنادي شعب إب، كان يعتزم إقامة مهرجان اعتزاله بالتزامن مع إعادة تأهيل الملعب. وصرح محمد المشجع قائلاً: "انتظرنا سنوات طويلة لنرى ملعبنا يعود للحياة، أخيراً هناك أمل".
الخلفية تكشف عن أسباب معقدة وراء التأخير، حيث أعلنت سلطات الحوثيين عن مشروع التعشيب لكنها لم تتخذ أية خطوات فعلية، وهو ما جعل المبادرات الخاصة هي الأمل الوحيد. وتعتبر محافظة إب إحدى المناطق الأكثر تأثراً بتدهور الرياضة منذ بداية سيطرة الحوثيين في 2015، لكن الخبراء يرون أن هذه المبادرة تمثل فرصة لن تتكرر لإعادة إحياء النشاط الرياضي.
لا يقتصر التأثير على الملعب فقط بل يمتد ليشمل الحياة اليومية للشباب، فعودة الأنشطة الرياضية توفر فرص عمل جديدة وتعزز الروح المعنوية. ويتوقع أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحسن تدريجي في الأداء واكتشاف مواهب شابة. رغم ذلك، فإن انتقادات واسعة توجهت للحوثيين عن إهمالهم الطويل، بينما يظل سؤال مهم للمستقبل: هل ستكون هذه مجرد ومضة أمل أم بداية حقيقية لنهضة رياضية شاملة في إب؟
ختاماً، يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للمبادرات الخاصة أن تنقذ مشاريع حكومية فاشلة، مقدمة نموذجاً يُحتذى به في المحافظات الأخرى. الدعوة الآن هي لدعم مثل هذه المشاريع والاستثمار الجاد في الرياضة اليمنية، فما حدث في إب قد يكون مجرد البداية لنهضة رياضية مشرفة للعالم العربي.