في تطور مؤلم يجسد معاناة الجنود في تعز، توفي الجندي عبد السلام شرف من الجيش الوطني عقب معاناته لسنوات طويلة من مضاعفات إصابته في المعارك. وتعود الأحداث إلى أكثر من 10 سنوات من الحرب في اليمن. جنود كعبد السلام لاقوا معاناة ومآسي تجاوزت بكثير الزمن الذي قضوه في ساحة القتال. مع استمرار الوضع الصعب، المئات من الجنود الآخرين يواجهون مصيرا مجهولا. لكن ماذا عن هؤلاء الذين ينتظرون الآن نفس المصير؟
في السبت الماضي، فقدت مدينة تعز أحد أبطالها بعد وفاة الجندي عبد السلام شرف. على مدار سنوات طويلة، كان عبد السلام يقاوم آلام جروحه بصمت الأبطال. وفقًا لزملائه، "كان يقاوم الألم بصمت البطل". آلاف الضحايا والجروح لم تؤثر فقط على أسرهم بل أيضًا على الروح المعنوية للمؤسسة العسكرية بأكملها. الحزن كان عميقاً في الأوساط العسكرية، وتبادل الناس التعاطف مع أسرته.
قصة الحرب الطويلة والتضحيات المتتابعة في اليمن لا تتوقف عند معركة واحدة. سنوات من الصراع أثرت بشكل كبير على الجنود الذين قاتلوا ببسالة. ضعف الإمكانيات الطبية واستمرار الحروب أدى إلى العشرات من الوفيات المشابهة والمنسية كما حدث لعبد السلام. طبيب متخصص أكد "نحتاج لرعاية طبية متخصصة وإعادة تأهيل شاملة للجنود الناجين".
التأثير اليومي للحرب لا يزال يذكرنا بتكلفتها العالية على الأسر اليمنية. بدون تحسين الرعاية الطبية قد نرى المزيد من الوفيات المتكررة. هناك دعوات ملحة لتحسين الوضع الطبي للعسكريين. انتقد المجتمع الإهمال الواضح وطالب بالعدالة لهم. الحزن أبقى القلوب مشتعلة بالغضب والأسى ويعنون حاجة ملحة للتحرك الفوري.
اتخذنا لحظة لنقف ونتأمل تضحيات هؤلاء الجنود الذين ضحوا بحياتهم في ساحات القتال وفي معاركهم الخاصة ضد الألم. "لا يمكن أن نتركهم يموتون في صمت بعد أن ضحوا من أجلنا"، هكذا عبّر المجتمع عن إحساسه العام. ولكن علينا أن نتساءل: "كم جندياً آخر سيموت قبل أن نتحرك؟" إنهم يستحقون الدعم والعمل الجماعي لضمان مستقبل أفضل لهم ولذويهم، بعد أن واجهوا مصائرهم بشجاعة وإباء.
